top of page
بحث

مصلحة رد التهمة عن جماعة المسلمين

مصلحة رد التهمة عن جماعة المسلمين


رسالتنا إلى أم سفيان تاب الله عنها.



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله الطيبين، ورضي الله عن صحبه أجمعين.

أما بعد،

فقد بلغنا أنك –يا أمة الله– تركت الجماعة، محتجةً بأن الإمام ذهب إلى المحكمة عند استدعائه، فزَعمتِ أن ذلك تحاكمٌ إلى الطاغوت، واستدلالًا منك بأن المحكمة لا تحكم بشرع الله.


فاعلمي، تاب الله عنك، أن المقر بحكم الله لا يقع في الكفر الاكبر بل في الكفر الاصغر اذا حكم بغير ما انزل الله وهو فاسق ظالم اذا لم يكن مستضعفا ، اما المستضعف فانه محكوم وليس حاكما وان الايات نزلت في سورة المائدة في المدينة بعد الهجرة   واعلمي ان المنافق الذي دعاه اليهودي الى حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم واراد تحكيم الكاهن فهذا في المدينة والدليل ان المسلمين كانوا ممكنين وبامكانهم تنفيذ حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم.


وقولنا هو قول ابن عباس وعطاء وطاوس وبه قال مالك بن انس وابو عبيد القاسم بن سلام وابن جرير الطبري بل لا نعلم مخالفا في ذلك من السلف الا الخوارج.



وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [المائدة : 44]



حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: " ومن لم يحكم بما أنـزل الله فأولئك هم الكافرون "، قال: من جحد ما أنـزل الله فقد كفر. ومن أقرّ به ولم يحكم، فهو ظالم فاسقٌ.


قال أبو جعفر: وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب، قولُ من قال: نـزلت هذه الآيات في كفّار أهل الكتاب، لأن ما قبلها وما بعدها من الآيات ففيهم نـزلت، وهم المعنيُّون بها. وهذه الآيات سياقُ الخبر عنهم، فكونُها خبرًا عنهم أولى.


فإن قال قائل: فإن الله تعالى ذكره قد عمَّ بالخبر بذلك عن جميع منْ لم يحكم بما أنـزل الله، فكيف جعلته خاصًّا؟


قيل: إن الله تعالى عَمَّ بالخبر بذلك عن قومٍ كانوا بحكم الله الذي حكم به في كتابه جاحدين، فأخبر عنهم أنهم بتركهم الحكمَ، على سبيل ما تركوه، كافرون. وكذلك القولُ في كل من لم يحكم بما أنـزل الله جاحدًا به، هو بالله كافر، كما قال ابن عباس، لأنه بجحوده حكم الله بعدَ علمه أنه أنـزله في كتابه، نظير جحوده نبوّة نبيّه بعد علمه أنه نبيٌّ.


وقال آخرون: بل عنى بذلك: كفرٌ دون كفر، وظلمٍ دون ظلم، وفسقٌ دون فسق. ذكر من قال ذلك:


عن عطاء من خمس طرق قوله: " ومن لم يحكم بما أنـزل الله فأولئك هم الكافرون "، وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْـزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ، وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْـزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ، قال: كفر دون كفر، وفسق دون فسق، وظلم دون ظلم.


عن طاوس من طريقين : " ومن لم يحكم بما أنـزل الله فأولئك هم الكافرون "، قال: ليس بكفرٍ ينقل عن الملّة.


ومن ثلاث طرق عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس: " ومن لم يحكم بما أنـزل الله فأولئك هم الكافرون " ، قال: هي به كفر، وليس كفرًا بالله وملائكته وكتبه ورسله.#


وقال أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه الإيمان:


وأما الفرقان الشاهد عليه في التَّنزيل: قول الله - جلَّ وعزَّ -: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ [المائدة: ٤٤]. وقال ابن عباس: "ليس بكفرٍ ينقل عن ملَّة". وقال عطاء بن أبي رباح: "كفرٌ دون كفرٍ" .


فقد تبيَّن لنا أنه كان ليس بناقلٍ عن ملَّة الإسلام أن الدين باق على حاله، وإن خالطه ذنوب، فلا معنى له إلا أخلاق الكفار وسنَّتهم، على ما أعلمتك من الشِّرك سواء، لأن من سنن الكفار الحكمَ بغير ما أنزل الله.#


فهذا هو الحق، ولكن ابليس يزين الباطل ويرغب فيه بتحريض المحيطين بالتائب الى الله بحثه على ترك الجماعة بشتى طرق الترغيب والترهيب لان هذا شغله منذ كفر اذ امره الله تعالى بالسجود لآدم فرفض ذلك زاعما انه افضل من آدم فاخرج ابوينا من الجنة وهو وذريته اعداء بني آدم ، واكثر بني آدم يطيعونه . ولقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين.


وعودة إلى قضيتنا، فقد مرت جلسة يوم الخميس طلب فيها المحامي مهلة اضافية وتم التأجيل الى الاسبوع الأول من الشهر المقبل. وفي مثل هاته الظروف نحتاج التآزر وذهابي الى المحكمة وعدم فراري من القاضي كل ذلك لصالح الدعوة فهو يبين الفرق بين جماعة المسلمين حفظها الله وبين الطوائف الضالة الجاهلة المشركة كداعش والقاعدة وغيرهم.


مع العلم انني متابع في حالة سراح ونحن نعلم اننا بريئون من التهم الموجهة الينا وتوجد الحجج انطلاقا من خبرة الشرطة القضائية التي تؤكد عدم وجود محتوى له علاقة بالدعوة الى العنف.


ثم محضر المفوض القضائي الذي قام بتفريغ محتوى بعض التصريحات من الاشرطة على قنوات اليوتيوب تدل على ادانة الاعمال التخريبية ، والتحذير من داعش واخواتها ، وتحريم الاعتداء على الدماء والاموال ، وان تطبيق الاحكام ليس من اختصاصنا ولكن من اختصاص القضاء.


ووصولا الى العريضة التضامنية التي وقعها الجيران والعائلة والمعارف الذي ينفون من خلالها علاقتنا بالتحريض والاشادة و الدعوة الى استعمال التغيير بالعنف.


فما هو الافضل اجابة استدعاء المحكمة والحصول على مهلة من اجل توفير الادلة وشرح مواقف الجماعة او رفض الحضور والتعرض للاعتقال والمحاكمة بدون وجود فرصة لتحضير الجواب والأدلة.


وما ينبغي فهمه هو اننا في هذا الزمان توجد مؤسسات لم تكن زمن النبوة منها الوزارات والمحاكم والمدارس والمستشفيات .. ولكن كان في زمنهم من يمثل هاته المؤسسات ، فكانوا يتحاكمون الى الكبراء والزعماء والكهان ، وكانوا يستشفون عند اطباء زمانهم ويدرسون عند مدرسيهم.


وعلى سبيل المثال فقد حكم المشركون على الصحابة الاوائل الذين اظهروا الإسلام.


فرسول الله صلى الله عليه وسلم منعه عمه وابو بكر رضي الله عنه منعه قومه والباقي اعطاهم ما ارادوا الا بلال كما جاء في الحديث.


سنن ابن ماجه، الْمُقَدِّمَةُ - بَابٌ : فِي فَضَائِلِ أَصَحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَضْلُ سَلْمَانَ وَأَبِي ذَرٍّ وَالْمِقْدَادِ


بسنده عَنْ  عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : كَانَ أَوَّلَ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلَامَهُ سَبْعَةٌ : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَمَّارٌ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ، وَصُهَيْبٌ، وَبِلَالٌ، وَالْمِقْدَادُ، فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِقَوْمِهِ، وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمُ الْمُشْرِكُونَ، وَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرَاعَ الْحَدِيدِ، وَصَهَرُوهُمْ فِي الشَّمْسِ، فَمَا مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وَاتَاهُمْ عَلَى مَا أَرَادُوا، إِلَّا بِلَالًا فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللَّهِ، وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ، فَأَخَذُوهُ، فَأَعْطَوْهُ الْوِلْدَانَ، فَجَعَلُوا يَطُوفُونَ بِهِ فِي شِعَابِ مَكَّةَ وَهُوَ يَقُولُ : أَحَدٌ أَحَدٌ.  وهو في مسند أحمد كذلك.


وان لم تكن هاته محاكمة فما هي اذن ؟ وما المانع اذا كانت عريضة تضامنية بمثابة ما جاء في الحديث (منعه قومه) او (منعه عمه) ؟ او ان لبس ادراع الحديد افضل حتى ترضين يا ام سفيان.؟ و لا حول ولا قوة الا بالله.



قال مالك بن أنس في المدونة، باب رُجُوعُ الْقَاضِي عَنْ قَضِيَّتِهِ


ِ قُلْتُ: أَرَأَيْتَ الْقَاضِيَ إذَا رَجَمَ وَقَطَعَ الْأَيْدِيَ وَضَرَبَ الرِّجَالَ فَقَالَ بَعْدَ ذَلِكَ: حَكَمْتُ بِالْجَوْرِ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: مَا تَعَمَّدَ الْإِمَامُ مِنْ جَوْرٍ فَيُجَارِيهِ عَلَى النَّاسِ فَإِنَّهُ يُقَادُ مِنْهُ.


قَالَ: وَقَالَ مَالِكٌ: وَقَدْ أَقَادَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مِنْ أَنْفُسِهِمْ.


قُلْتُ أَرَأَيْتَ الْقَاضِيَ إذَا قَضَى بِقَضِيَّةٍ ثُمَّ تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ قَدْ أَخْطَأَ فِيهَا، أَتَرَى لَهُ أَنْ يَرُدَّهَا أَمْ لَا؟ قَالَ. نَعَمْ يَرُدُّهَا وَيَنْقُضُ قَضِيَّتَهُ تِلْكَ وَيَبْتَدِئُ النَّظَرَ فِيهَا.


قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: وَقَدْ فَعَلَ ذَلِكَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ.


القاضي يتعمد الجور يعني الحكم بغير ما انزل الله ، فانه يقاد منه اي يقتص منه . ولم يقل يستتاب من الردة. اقاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفسه !! معاذ الله ان يشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم. واقاد يعني اقتص ابو بكر الصديق وعمر من انفسهما !! فهل يزعم امرء مسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وابا بكر وعمر اشركوا ؟؟ وان الامام مالك ضال لانه لا يكفر المشركين الحاكمين بغير ما انزل الله!!!


سبحانك يا كريم والحمد لله على نعمتك نعمة الهداية وما اعزها واعظمها وقد عمي عنها الحليم وصار حيران ولا قوة الا بالله.


في صحيح البخاري، كِتَابٌ : الصُّلْحُ - بَابٌ : كَيْفَ يُكْتَبُ : هَذَا مَا صَالَحَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ وَفُلَانُ بْنُ فُلَانٍ


حَدَّثَنَا  مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا  غُنْدَرٌ ، حَدَّثَنَا  شُعْبَةُ ، عَنْ  أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ : سَمِعْتُ  الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : لَمَّا صَالَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَ الْحُدَيْبِيَةِ، كَتَبَ عَلِيٌّ بَيْنَهُمْ كِتَابًا، فَكَتَبَ : مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ : لَا تَكْتُبْ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، لَوْ كُنْتَ رَسُولًا لَمْ نُقَاتِلْكَ. فَقَالَ لِعَلِيٍّ : " امْحُهُ ". فَقَالَ عَلِيٌّ : مَا أَنَا بِالَّذِي أَمْحَاهُ. فَمَحَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، وَصَالَحَهُمْ عَلَى أَنْ يَدْخُلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَلَا يَدْخُلُوهَا إِلَّا بِجُلُبَّانِ السِّلَاحِ، فَسَأَلُوهُ : مَا جُلُبَّانُ السِّلَاحِ ؟ فَقَالَ :  الْقِرَابُ  بِمَا فِيهِ. رواه البخاري ومسلم والدارمي



وفي صحيح البخاري أيضا، كِتَابٌ : الصُّلْحُ - بَابُ الصُّلْحِ مَعَ الْمُشْرِكِينَ


وَقَالَ  مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ  : حَدَّثَنَا  سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ  أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ  الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ : صَالَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ : عَلَى أَنَّ مَنْ أَتَاهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ رَدَّهُ إِلَيْهِمْ، وَمَنْ أَتَاهُمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَمْ يَرُدُّوهُ، وَعَلَى أَنْ يَدْخُلَهَا مِنْ قَابِلٍ وَيُقِيمَ بِهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَلَا يَدْخُلَهَا إِلَّا  بِجُلُبَّانِ  السِّلَاحِ ؛ السَّيْفِ وَالْقَوْسِ وَنَحْوِهِ. فَجَاءَ أَبُو جَنْدَلٍ يَحْجُلُ فِي قُيُودِهِ فَرَدَّهُ إِلَيْهِمْ. قَالَ : لَمْ يَذْكُرْ  مُؤَمَّلٌ ، عَنْ  سُفْيَانَ  أَبَا جَنْدَلٍ، وَقَالَ : إِلَّا بِجُلُبِّ السِّلَاحِ. رواه البخاري وابو داود والدارمي واحمد



فان كنت علمت هاته الاحاديث التي في البخاري عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فهل محو اسم رسول الله من حكم الله؟ وهل المنع من دخول مكة من حكم الله؟ وهل رد ابي جندل المسلم الى مشركي قريش من حكم الله ؟ اما لو كان المسلمون في موقع القوة لم يجز رد المسلم الى المشركين ، اما في حال الضعف فقد كان حكم الله ورسوله رد ابي جندل الى المشركين.  فحكم الله تغير بتغير احوال المسلمين وليس الحكم نفسه في الحالين معا. ولو كان رد ابي جندل شركا لانه حكم بغير ما انزل الله لما تغير حكمه بتغير الزمان والمكان لان الشرك شرك حيثما كان. كعابد الصنم لا يستثنى الا المكره. اما المسلمون فلم يكونوا مكرهين ولكن كان بينهم وبين المشركين صلح.


لذلك اما ان تقولي بان رد ابي جندل حكم الله ورسوله لتغير ظروف المسلمين فتقرين ان الحكم يتغير بتغير الحال، واما تقولين رد ابي جندل حكم الطاغوت ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم رضي بحكم الطاغوت واشرك، ولا احسبك ممن يقول ذلك والعياذ بالله.


ما اود اضافته هو ان الدعوة لا تقتصر على مجموعة الوتساب، بل ينبغي للمسلم ان يكون في دعوة وفي طلب العلم في جميع شؤونه وان الذهاب الى المحكمة دعوة وان المخابرة مع المحامي كذلك دعوة ، وغير ذلك الكثير.  وان علينا كمسلمين ان نكون حريصين في كل وقت على الذكر وحفظ ما تيسر من آيات الذكر الحكيم ، وتعلم الفقه والاجتهاد والسؤال.


وكذلك الصحابة اضطروا الى الهجرة الى الحبشة بعد اشتداد أذية أهل مكة لهم ، ولم يكن تواصل يومي مع رسول الله وانما التواصل اليومي حصل في المدينة في الصلوات الخمس والجمع والاعياد.


فنحن في هاته الديار الموجودة اليوم في حال ضعف يلزمنا التعامل مع هذا الامر الواقع والمطلوب هو التحصين الذاتي والبعد عن شياطين الانس الذي يلبسون على الرجل دينه ، والبعد عن كل ما يبعد عن الجماعة، وانما يحصل القرب من الجماعة بهجر المعاصي واتباع القرآن وطلب العلم والدعوة الى الله.


إن التغيير والإصلاح ليس أمرا مرغوبا فيه وحسب، و لكنه فرض واجب ، على الناس عموما ، وعلى المسلمين خصوصا. فالكفار مأمورون أن يتحولوا من الكفر إلى الإسلام و من الباطل إلى الحق ومن الظلم إلى العدل ، و المسلمون مأمورون بإنذار الناس من عذاب الله، وتبليغ الدعوة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة الدين والجماعة و الإيمان بالكتاب كله ومخاصمة الطاغوت ، ومن لم يتبرأ من الطاغوت.


لكن هل الطاغوت واحد ؟؟ أو هي طواغيت في الحقيقة !! وهل يكفي أن يتبرأ المرء من طاغوت دون طاغوت ؟ فيقول : أنا لا أؤمن بالدستور ولا أؤمن بالحاكم. ويعد هذا تحقيقا للكفر بالطاغوت !! فحقيقة الأمر أن من كانت هاته حاله ، ما لم يبايع جماعة المسلمين، فليس كافرا بكل الطاغوت. فالإعراض عن موالاة المؤمنين طاغوت ، و جحود الإمامة طاغوت ، والتحاكم إلى الهوى طاغوت ، و التكبر عن عبادة الله بما أمر طاغوت ، والرضى بالكفر والشرك والسكوت عنه طاغوت ، وترك إقامة الدين طاغوت ، واتباع غير سبيل المؤمنين طاغوت ، و تشريع مناهج لم يأذن بها الله طاغوت.


كل هذا إيمان بالطاغوت، فلا فائدة من الثورة ضد الحاكم ، واستبدال طاغوت بطاغوت ، و لكن المؤمنين بالله ، الكافرين بالطاغوت ، يسلكون سبيل الفلاح، سبيل محمد صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والأنصار، سبيل الدعوة إلى الله، والمؤاخاة بين المسلمين، سبيل " إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك " سبيل " كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة " سبيل " اصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا " سبيل " بلغ ما أنزل إليك من ربك " سبيل " أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه " و سبيل " أن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ".


وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ


اليهود والنصارى يدعون الكفر بالطاغوت ولا واحد منهما كفر بالطاغوت، فالكفر بالطاغوت والتوحيد والايمان والاسلام والبيعة والجماعة والولاء والبراء والحكم بما انزل الله كلها امر واحد لا يتجزأ وليس كما يصوره الخوارج واهل الكتاب عموما، كما لو كان كل جزء من هذا الدين قطعة منفصلة عن الاخرى.


من باييع فقد اسلم ووالى وبرئ ولزم الجماعة وكفر بالطاغوت وآمن بالله ووحده وحكم بما انزل الله.


وهؤلاء الذين يتهمون جماعة المسلمين بالتحاكم الى الطاغوت، هكذا نقل لنا وصف حالهم: " يعيشون تخبطات صفحتهم على الفيسبوك ونقاشاتهم كلها جدال والكل يعارض الكل فهذا المدعو عبد الله لا يتفق مع الأندلسي في مسألة تحريم الذبائح و الأندلسي يرى بأن القوم ليسوا أهل كتاب. ومنهم من يكفر ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب ومنهم من يكفر أبى حنيفة حتى البخاري منهم من كفروه ومنهم من أنكر عليهم ذالك ، فسبحان الله هم لا يجتمعون على كلمة واحدة كلهم تفرقة وجدال وشتات الكل يبدع الكل والكل يكفر الكل ".


فالحمد لله الذي ابلغنا هذا النقل الطيب لحال هؤلاء القوم لتستبين سبيل المجرمين ويُعلم ما هم عليه من الحيرة والفرقة والاختلاف، مع انهم يدعون الهداية ويحسبون انهم على شيء كاليهود والنصارى يبرأون من اهل الكتاب وهم انفسهم في ضلالة.


قاا تعالى: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ.


إن أول ركن من أركان الإسلام هو شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمدا رسول الله، ومعناها توحيد الله وعبادته وحده والكفر بما عبد دونه.


في صحيح مسلم: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بني الإسلام على خمسة على أن يوحد الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان والحج. وفي رواية: بُنيَ الإسلامُ على خمسٍ: على أنْ يُعبدَ اللهُ ويُكفرَ بما دونهُ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وحجِّ البيتِ، وصومِ رمضانَ.


فلا يتحقق الإسلام إلا بالكفر بالطاغوت، وهو كل ما عبد من دون الله، قال الله عز وجل: " فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم ".


والتوحيد ضده الشرك، فمن يشرك بالله فإنه لم يكفر بالطاغوت ولم يصر مسلما بل بقي كافرا. وقد أخبر الله عز وجل عن أنواع الشرك والكفر في القرآن.


احتجوا بقوله تعالى: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى

قال أبو جعفر: والصواب من القول عندي في" الطاغوت "، أنه كل ذي طغيان على الله، فعبد من دونه، إما بقهر منه لمن عبده، وإما بطاعة ممن عبده له، وإنسانا كان ذلك المعبود، أو شيطانا، أو وثنا، أو صنما، أو كائنا ما كان من شيء

قال: فتأويل الكلام إذا: فمن يجحد ربوبية كل معبود من دون الله، فيكفر به "ويؤمن بالله"، يقول: ويصدق بالله أنه إلهه وربه ومعبوده فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ، يقول: فقد تمسك بأوثق ما يتمسك به من طلب الخلاص لنفسه من عذاب الله وعقابه.#

فجماعة المسلمين تجحد ربوبية كل معبود سوى الله، وهذا هو المطلوب، واما خوارج آخر الزمن فقد كفروا بالله وآمنوا بالطاغوت بتركهم طاعة ربهم واتباع امر نبيهم ولزوم جماعة المسلمين.



واحتجوا بان الله امر باجتناب الطاغوت،

وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ [النحل : 36]

يقول تعالى ذكره: ولقد بعثنا أيها الناس في كلّ أمة سلفت قبلكم رسولا كما بعثنا فيكم بأن اعبدوا الله وحده لا شريك له ، وأفردوا له الطاعة ، وأخلصوا له العبادة ( وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) يقول: وابعدوا من الشيطان، واحذروا أن يغويكم ، ويصدكم عن سبيل الله ، فتضلوا.#

قال ويصدكم عن سبيل الله، وقد صدهم الشيطان والله عن سبيل الله.


واحتجوا بقوله:

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا [النساء : 51]

قال أبو جعفر: والصواب من القول في تأويل: " يؤمنون بالجبت والطاغوت "، أن يقال: يصدِّقون بمعبودَين من دون الله، يعبدونهما من دون الله، ويتخذونهما إلهين.

وذلك أن " الجبت " و " الطاغوت ": اسمان لكل معظَّم بعبادةٍ من دون الله، أو طاعة، أو خضوع له، كائنًا ما كان ذلك المعظَّم، من حجر أو إنسان أو شيطان. وإذ كان ذلك كذلك، وكانت الأصنام التي كانت الجاهلية تعبدها، كانت معظمة بالعبادة من دون الله فقد كانت جُبوتًا وطواغيت. وكذلك الشياطين التي كانت الكفار تطيعها في معصية الله، وكذلك الساحر والكاهن اللذان كان مقبولا منهما ما قالا في أهل الشرك بالله. وكذلك حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف، لأنهما كانا مطاعين في أهل ملّتهما من اليهود في معصية الله والكفر به وبرسوله، فكانا جبتين وطاغوتين.#

فهذا يصدق عليهم لأنهم يؤمنون بشياطين الإنس والجن ويتحاكمون إليهم ويرضون بحكمهم من دون حكم الله الذي تناقله السلف رحمة الله عليهم.


واحتجوا على ان التحاكم كفر،

القول في تأويل قوله : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْـزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْـزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا 

قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: " ألم تر "، يا محمد، بقلبك، فتعلم إلى الذين يزعمون أنهم صدقوا بما أنـزل إليك من الكتاب، وإلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنـزل من قبلك من الكتب، يريدون أن يتحاكموا في خصومتهم إلى الطاغوت يعني إلى: من يعظمونه، ويصدرون عن قوله، ويرضون بحكمه من دون حكم الله، " وقد أمروا أن يكفروا به "، يقول: وقد أمرهم الله أن يكذبوا بما جاءهم به الطاغوتُ الذي يتحاكون إليه، فتركوا أمرَ الله واتبعوا أمر الشيطان =" ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدًا "، يعني: أن الشيطان يريد أن يصدَّ هؤلاء المتحاكمين إلى الطاغوت عن سبيل الحق والهدى، فيضلهم عنها ضلالا بعيدًا يعني: فيجور بهم عنها جورًا شديدًا.#

قال: ويرضون بحكمه من دون حكم الله، وبه نقول.


واحتجوا على ان طاعة الكافر كفر،

القول في تأويل قوله : وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ 

وأما قوله: (إنكم لمشركون)، يعني: إنكم إذًا مثلهم, إذ كان هؤلاء يأكلون الميتة استحلالا. فإذا أنتم أكلتموها كذلك، فقد صرتم مثلهم مشركين .#

يقول استحلالا، وبه نقول.


وكان هؤلاء القوم او طائفة منهم يزعمون ان كل طاعة للكافر هي كفر، وهذا ما رددنا عليه قديما فبينا ان الطاعة في الكفر كفر، وانها في المعصية معصية وليست كفرا. قال فرعون لموسى: فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَّا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنتَ مَكَانًا سُوًى . قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى


أمر فرعون بضرب الموعد فلبى موسى عليه السلام طلبه، وهذا مرتبط بالتحاكم، لأن الحكم هو أمر يجب تنفيذه، فمن حكم عليه بالكفر يعني أُمٍر بالكفر لم يجز له تنفيذ الحكم الا المكره، ومن حكم عليه، أي أُمر بالمعصية فعملها من غير اكراه وعذر شرعي كان عاصيا لا كافرا، ومن أمروه بالقدوم الى المحكمة، فليس الذهاب الى المحكمة كفرا لانه تحت سلطانهم ومجبر على الذهاب ولا يملك الاختيار، وعدم الذهب للمحكمة في هذه الحالة يعرضه لمضرة اكبر، فان كان سيؤدي غرامة، صار مسجونا بسبب تصرفه، وهذا ليس حكم الله بل حكم الله ان تدفع اشد المفسدتين بادناهما.


وختاما، فإن التحاكم لغير شرع الله كفر بالله وهذا ليس مطلقا بل مقيد، فمن كان في دار الإسلام التي فيها محاكم تحكم شرع الله الكتاب والسنة، فترك حكم الله، والحال هاته، جاحدا أو رافضا لحكم الله فإنه يكفر.  وأما في دار الكفر فيجوز عند الضرورة دفع أشد المفسدتين باللجوء إلى المحاكم الوضعية لرد التهمة عند الاستدعاء والمطالبة باسترجاع الحق من الظالم، ولا يعد هذا كفرا. واعلم أن ترك الظالمين بغير مطالبة ليس من حكم الله، وأن الظلم بعضه دون بعض، وأن ترك المظالم بغير مطالبة يفتح الباب لظلم هو أشد ظلما من ظلم المحكمة نفسها، وإنما شرع لنا الله تعالى شريعة العدل بدل حكم الطاغوت ولم يشرع لنا قبول أشد الظلم. والسلف مجمعون أن من أقر بحكم الله فهو مسلم وإن حكم في نازلة أو أكثر بغير ما أنزل الله. وقال يوسف عليه السلام رادا للتهمة عن نفسه: هي راودتني عن نفسي، وقال بعدها للذي ظن أنه ناج من السجينين: اذكرني عند ربك. يعني اذكر أمري وقضيتي للملك لينصفني ويراجع الحكم الظالم الذي حوكمت به، فلم يكن ذلك منه كفرا.



وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ۚ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ . قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ ۚ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ ۚ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ


قال ابو جعفر رحمه الله: وقوله: (فلما جاءه الرسول)، يقول: فلما جاءه رسول الملك يدعوه إلى الملك ، (قال ارجع إلى ربك)، يقول: قال يوسف للرسول: ارجع إلى سيدك (فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن)؟ وأبى أن يخرج مع الرسول وإجابةَ الملك، حتى يعرف صحّة أمره عندهم مما كانوا قرفوه به من شأن النساء، فقال للرسول: سل الملك ما شأن النسوة اللاتي قطعن أيديهن ، والمرأة التي سجنت بسببها ؟ 

ويعني بقوله: (ما خطبكن)، ما كان أمركن ، وما كان شأنكن ، ( إذ راودتن يوسف عن نفسه)، فأجبنه فقلن: ( حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق)، تقول: الآن تبين الحق وانكشف فظهر ، (أنا راودته عن نفسه) ، وإن يوسف لمن الصادقين في قوله: هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي .



لقد رد نبي الله التهمة التي وجهتها اليه امرأة العزيز، واستمر في رد التهمة عن نفسه الى حين ظهور براءته وخروجه من السجن بأمر من الملك الكافر.


فكم دليلا يحتاج هؤلاء الذين اشربوا في قلوبهم اهواء الخوارج ، الذي لا يعقلون ما يقال لهم، يؤمنون بالجبت والطاغوت، ويكفرون من حيث لا يشعرون ويحكمون بغير ما انزل الله ويرفضون حكم الله. وليس عندهم دليل واحد يصح استدلالهم به، ولا يمكنهم الظفر به، وليسوا على دراية باصول الفقه او اصول التفسير، بل يحرفون معاني الآيات ولا يلتزمون باقوال السلف رحمة الله عليهم ويفسرون القرآن بأهواءهم ويفترون على الله الكذب بقولهم هذا حلال وهذا حرام، وهم مع هذا كله مفارقون لجماعة المسلمين وليسوا معتزلين كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن مات منهم على ذلك فهو خالد مخلد في النار ولا حول ولاقوة الا بالله.


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله الطيبين ورضي الله عن صحبه أجمعين.

المستقوي بالله

جماعة المسلمين

 
 
 

أحدث منشورات

عرض الكل
أنقذوا غزة

أنقذوا غزة بسم الله الرحمن الرحيم بلاغ حول مأساة غزة وتشخيص واقع الأمة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله الطيبين، ورضي...

 
 
 
حكم الله بين الإقرار والجحود

حكم الله بين الإقرار والجحود والخلل في الميزان الموجود الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله، أما بعد،  عن ابن عباس رضي الله عنه في...

 
 
 

Comments


جماعة المسلمين وإمامهم

البريد الإلكتروني: Imamabounacer@gmail.com

الهاتف : 00212661707896

  • بيعة الإسلام لله
  • Donate for JM
  • Telegram
  • جماعة المسلمين وإمامهم
  • الصفحة الرسمية على فيسبوك
  • وتساب
bottom of page