top of page
بحث

عائذا بالله من الخذلان

بسم الله الرحمن الرحيم


إلى أوليائنا طلبة العلم في جماعة المسلمين


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


إن من أكثر ما يؤلمني ويثقل كاهل الجماعة هم أولئك الذين بايعوا وسلكوا طريقها، وعُرِّفوا التوحيد، وتعلموا، ثم بعد أن أُوتوا من العلم نصيبًا اغتروا بأنفسهم، وظنوا أنهم قد بلغوا شيئًا، فلم ير أثر الخشوع عليهم، ولم تظهر عليهم ثمرة العلم من التواضع والاستقامة، بل أصابهم العُجب، فكان ذلك سبب فتنتهم وانتكاستهم.


وقد حذرنا الله عز وجل من العلو والاستكبار على الحق، فقال سبحانه:


"وَأَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ" (النمل: 31)


وهذا نداءٌ من نبي الله سليمان عليه السلام يأمر فيه خصومه بالتواضع والخضوع للحق، وعدم الاستكبار عن الاستجابة له. وكذلك قال الله تعالى:


"وَأَلَّا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ" (الدخان: 19)


فمن أعظم أسباب الانحراف والخذلان أن يتعالى العبد عن الطاعة، أو يرى أنه ليس بحاجة إلى الجماعة، أو أنه قد وصل إلى مرتبة يستغني بها عن إخوانه.


وقد أمر الله عز وجل عباده المؤمنين بالطاعة، وقرنها بتقواه، فقال سبحانه:


"وَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ" (الشعراء: 108)


ولا شك ان التقوى مقترنة باللطاعة والانقياد، فمن ضعف في الطاعة كان ذلك دليلاً على ضعف تقواه، وإن كان يرى نفسه على حق.


كما جاء في السنة النبوية تأكيد هذا المعنى، فقال النبي ﷺ:


"وإن تأمر عليكم عبد حبشي يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له وأطيعوا" (رواه مسلم)


وهذا يدل على أن الطاعة للأمير واجبة، ولو كان القائد أدنى الناس منزلة، فكيف بمن بايع الجماعة الوحيدة الناجية في زمن الضلالة ثم نكص على عقبيه؟


وفي الحديث الآخر، قال النبي ﷺ:


"من رأى من أميره شيئًا فليصبر، فإنه من فارق الجماعة شبرًا فمات، مات ميتة جاهلية" (متفق عليه).


فمن صبر مع الجماعة ولم يتعجل أو يتكبر أو يتبرم، كان ذلك دليلاً على صدقه وإخلاصه، ومن استنكف وأعرض، كانت عاقبته الخذلان.



بعد التأمل في هذه الظاهرة، نجد أنها ربما تكون بسبب عدم القدرة على مسايرة تدفق المعلومات أو الإحاطة بجميع مسائل الدعوة، فيصاب بعض الأفراد بالإحباط أو التوتر، مما يدفعهم إلى العزلة أو النقد دون علم. لكن لا بد من التأكيد على أن الأصل في الجماعة هو ما اتفقنا عليه من شروط الدعوة، وليس مطلوبًا من كل فرد أن يقرأ جميع الأجوبة أو يتابع كل المنشورات، بل يكفيه:


• التمسك بالتوحيد وعدم التنازل عنه قيد أنملة.


• طلب العلم بما يناسب حاله وقدرته، وعدم تحميل نفسه فوق طاقته.


• الدعوة إلى الله على بصيرة، وعدم التوقف عن تبليغ الحق.


• الالتزام بشروط الانضمام لجماعة المسلمين والعمل وفقها دون تجاوز أو تقاعس.


ولهذا، لا ينبغي لأحد أن يشعر أنه محاصر بكمية المعلومات، أو يكون مقصرا في التواصل وطلب العلم، بل عليه أن يأخذ ما يستطيع ويؤدي ما يقدر عليه، دون أن يتسبب في ضرر لنفسه أو للجماعة، مع التماس العذر لي في عدم تمكني من التواصل باستمرار مع كل واحد على حدا في الخاص وان كان بودي ذلك، لكن لا يخفى ان بابي مفتوح لكل الاسئلة التي ترد علي واسأل الله تعالى التوفيق والبركة في الاوقات.


وختامًا، فإن الخاسر الحقيقي هو الذي عرف الحق ثم عجز عن تحمله والتبس عليه الأمر واطاع الهوى واتهم المسلمين واحتقرهم بسبب تواضعهم.



وَقَالَ مُوسَىٰ إِن تَكْفُرُوا أَنتُمْ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ



نسأل الله عز وجل أن يرزقنا الإخلاص والثبات، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يحفظ جماعة المسلمين من كل خذلان.



وصلى الله على رسول الله وعلى آله الطيبين ورضي الله عن صحبه أجمعين.


العبد الضعيف الفقير المغلوب الا بالله.










 
 
 

أحدث منشورات

عرض الكل
أنقذوا غزة

أنقذوا غزة بسم الله الرحمن الرحيم بلاغ حول مأساة غزة وتشخيص واقع الأمة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله الطيبين، ورضي...

 
 
 

Comments


جماعة المسلمين وإمامهم

البريد الإلكتروني: Imamabounacer@gmail.com

الهاتف : 00212661707896

  • بيعة الإسلام لله
  • Donate for JM
  • Telegram
  • جماعة المسلمين وإمامهم
  • الصفحة الرسمية على فيسبوك
  • وتساب
bottom of page