رسالتنا لأهل فلسطين
- جماعة المسلمين وإمامهم
- 1 فبراير
- 2 دقائق قراءة
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على رسول الله وعلى آله الطيبين ورضي الله عن صحبه أجمعين
إلى أهلنا في غزة وفلسطين،
السلام عليكم ورحمة الله،
نخاطبكم اليوم بقلوب صادقة، لنؤكد لكم أننا لم ولن ننسى قضية الشعب الفلسطيني العادلة. إننا نرفض الظلم والعدوان الذي تتعرضون له، ونقف معكم في حقكم المشروع ضد الاحتلال الجائر الذي يمارس أبشع صور القهر والعدوان، ونقدم أحر التعازي لأسر ضحايا العدوان والمفقودين ونسأل الله تعالى الشفاء للجرحى والمواساة للمنكوبين.
ونؤكد لكم أن جماعة المسلمين ترفض الظلم الذي يتعرض له كل فرد او شعب او طائفة عبر العالم، وخاصة الذي تعرض له ولا يزال يتعرض له الشعب الفلسطيني. لا يمكن قبول أداء الفلسطينيين ضريبة استقرار العالم العربي وثمن ضلال الشعوب المنتسبة للإسلام وتخليهم عن شريعة الإسلام. لا ننسى بأن المسجد الأقصى مسرى رسول الله وأول القبلتين وثالث الحرمين أرض مقدسة فتحها المسلمون بعد فتح مكة والمدينة.
ففلسطين هي قضية المسلمين مرتبطة بديننا وشريعتنا قبل أن تكون قضية الفلسطينين مرتبطة بالأمم المتحدة والدويلات الوطنية.
وفي الوقت نفسه، لا بد أن نقول كلمة الحق بكل وضوح، فإننا نرى أن الممارسات السياسية والعسكرية التي تقوم بها حركة حماس، مثل الاستفزازات غير المحسوبة تجاه الجانب الإسرائيلي، والتي تفتقر إلى الإمكانيات الواقعية لحماية المدنيين وصيانة المدن، هي أعمال غير مقبولة لأنها تؤدي إلى دفع الشعب الفلسطيني أثمانًا باهظة من الأرواح والخسائر المادية.
كما أن اعتماد حركة حماس على التمويل الإيراني والدعم الخارجي والأسلحة الروسية ودعم الحوثيين أو غيرهم من الأطراف، ليس بكافٍ لمواجهة تحالفات إسرائيل مع القوى الغربية وحلفائها، وهذا يجعل هذه التحركات غير ناضجة وغير مبنية على منهجية إسلامية صافية.
إننا ندعو الحكومة الفلسطينية وحركة حماس وكل الشعب الفلسطيني إلى التوقف عن هذه المسارات غير المجدية، والبراءة من الدين الديمقراطي ومن السعي لإقامة دولة وطنية.
بل نحث الجميع على مناصرة جماعة المسلمين والدعوة إلى تحكيم شرع الله سبحانه وتعالى. الطريق الحقيقي للنصر لا يكون إلا من خلال العمل على إقامة خلافة على منهاج النبوة، دولة تحكم بالشريعة الإسلامية وتقوم على التوحيد، كما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، واتباع منهج السلف الصالح والخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، فإن هذا هو أفضل نصرة للفلسطينيين، وأوضح طريق لارجاع الأراضي المقدسة إلى أيدي المسلمين.
أما بالنسبة للاستدلال بقول الله تعالى: "لِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ" (الإسراء: 7) لتبرير الأعمال الحالية، فهذا استدلال في غير محله. فالمقصود بالآية هو عقاب الله لبني إسرائيل، حيث سلط عليهم الكفار الذين دخلوا المسجد الأقصى وأفسدوا فيه، وليس المقصود أن المسلمين سيدخلونه. وإنما يُفهم من هذه الآية أن تسلط الكفار على المسجد الأقصى وعلى أهل الكتاب عامة هو نتيجة لابتعاد الأمة عن دين الله، وانتشار المعاصي والشرك بينهم.
لهذا ندعو الجميع، حكومة وشعبًا، إلى العودة الصادقة إلى دين الله، والاجتماع على كلمة التوحيد، ومبايعة الإمام الذي يقيم الدين ويجمع المسلمين على منهج الكتاب والسنة. فهذا هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين، وتحرير الأمة الإسلامية من التبعية والضعف الذي نعيشه اليوم.
نسأل الله أن يوحد صفوف المسلمين على الحق، وأن يعيد للمسجد الأقصى مكانته في قلوب الأمة، وأن يمكن لنا إقامة دينه في الأرض، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله.
Comments