الخلافة الراشدة قطب عالمي
- جماعة المسلمين وإمامهم
- 2 فبراير
- 2 دقائق قراءة
بسم الله الرحمن الرحيم
انهيار النظام العالمي وعودة منطق القوة:
لقد قامت المنظومة العالمية الحديثة على أساس القانون الدولي والأمم المتحدة، وكان يُفترض أن تضمن هذه المنظومة السلم العالمي وتحافظ على الحدود الجغرافية للدول. غير أن الواقع اليوم يكشف انهيار وزيف هذه المنظومة، حيث عادت القوى الكبرى الى التصرف بمنطق القوة والمصالح الاستعمارية دون أي اعتبار للقوانين الدولية.
نهاية حقبة الأمم المتحدة والقانون الدولي
شهد العالم في العقود الأخيرة خروقات جسيمة لمبادئ القانون الدولي من قبل القوى الكبرى، مما أدى إلى تآكل شرعية هذا النظام القائم.
وفي السنوات الأخيرة رأينا كيف قامت روسيا بضم مناطق واسعة من أوكرانيا، وأمريكا تسعى إلى ضم غرينلاند وكندا وتحاول السيطرة على قناة بنما بين المكسيك وكولومبيا ما يعني سيطرة تامة على الأمريكتين الشمالية والجنوبية، كما أن هناك تصعيدًا عسكريًا متزايدًا في مختلف مناطق العالم، من أوروبا حيث التوجه الموجود اليوم هو تسريع وتيرة التسلح والاستعداد للحروب القادمة في إفريقيا. وكذلك في الشرق الأوسط وآسيا.
هذا التوجه نحو التوسع ليس مقتصرًا على الغرب، بل إن إيران تعمل كذلك على نشر نفوذها في الشرق الأوسط وإفريقيا، والصين تسعى إلى ترسيخ سيطرتها في آسيا، وإسرائيل تعمل من خلال صهاينة العالم على تنزيل مشروعها لحكم العالم، وكل دولة كبرى لديها مشروع توسعي يخدم مصالحها. كل ذلك يحدث بينما تستمر الأمم المتحدة في خداع الدول الصغرى، فتمنعها من التوحد أو التسلح أو تطوير قدراتها العسكرية، بينما تترك الدول الكبرى تكدس جميع أنواع الأسلحة وتفرض سيطرتها أكثر فأكثر.
الحل الوحيد: الخلافة الراشدة كقطب عالمي جديد
في ظل هذا الانهيار، أصبح واضحًا أن الحل الوحيد لحفظ كرامة الأجيال القادمة واستقلالية قرارهم هو العودة إلى الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، والتي ليست مجرد فكرة دينية، بل هي واجب شرعي وحتمية سياسية لكل من يفهم الواقع العالمي اليوم. فالدول العربية والمنتسبة للإسلام لن تكون قادرة على مواجهة هذه المخططات التوسعية إلا إذا توحدت تحت راية واحدة، تجمع الأمة على أساس التوحيد واتباع شرع الله سبحانه وتعالى.
الخلافة الراشدة يجب ألا تكون مجرد كيان دفاعي، بل يجب أن تكون قطبًا عالميًا جديدًا في النظام العالمي المتعدد الأقطاب الذي يتشكل الآن. إن العالم يتجه نحو انهيار النظام الأحادي القطب الذي قادته الولايات المتحدة بعد الحرب الباردة، وظهور قوى عالمية جديدة. وفي ظل هذه التحولات، يجب أن تكون الخلافة الراشدة قوة مركزية في هذا النظام الجديد، تفرض احترامها وتحمي مصالح رعاياها، وتكون ركيزة للعدل والاستقرار العالمي وفق شريعة الله.
إن دعوة الشعوب العربية إلى هذه الوحدة لا تعني إقصاء غير العرب، بل نحن ندعو جميع أمة محمد صلى الله عليه وسلم، بل وسائر الأمم، للانضمام إلى جماعة المسلمين، التي تمثل سفينة نوح في هذا الزمان، للحفاظ على الدين والقيم والمبادئ، وللنجاة من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
Comentários