بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وبعد
فإنا نبتدئ بالاشارة الى أن منهج الجماعة التدرج على المنهج النبوي في العلم و العمل و المرحلية جزء من الشريعة و مكملة لها مع مراعاة المصلحة و المفسدة و القدرة و الاستطاعة.
فنرد على هؤلاء الذين يشترطون في الإمام الذين يعرف باسم 《الإمام الأعظم》يشترطون ليبايعوه على الإسلام أن يكون عالما بكل تفاصيل أحكام الشريعة من أحكام الإرث و أحكام الطلاق و أحكام القصاص و الحدود و أحكام الجهاد و الحرب و غيرها من الأحكام فنقول لهم انه في العهد المكي لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا الصحابة عالمين بكل تفاصيل أحكام الشريعة بل كانوا يتعلمون التوحيد و الإيمان بالله و ملائكته و الجنة و النار و البعث و و القدر خيره و شره و لم تفرض الصلاة إلا في أواخر العهد المكي أي قبل الهجرة بعام و نصف ليلة الإسراء و المعراج .
و نبي الله صلى الله عليه وسلم كان إماما لجماعة المسلمين في مكة و لم يكن عالما بكل أحكام الشريعة لأنها لم تنزل عليه بعد و لم يكن ذلك شرطا لنبوته.
فان قيل لنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن عالما بأحكام الشريعة لأنها لم تنزل عليه بعد و لو كانت منزلة عليه في مكة لعلمها ثم طبقها أما الآن فقد اكتملت أحكام الشريعة و الدين فلابد من معرفتها.
فنقول أن الله سبحانه و تعالى كان قادرا على أن ينزلها كلها دفعة واحدة و هو على على كل شيء قدير، لكن لم يفعل ذلك جل ثناؤه فأنزلها بالتدرج ،لحكمة لا نعلمها و لحكمة علمناها الا وهي ان الدين يراعى فيه المفاسد و المصالح و القدرة و الاستطاعة. و من الحكم ايضا في تنزيله مفرقا الحكمة التي بينها في قوله تعالى { وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا } (106) سورة الإسراء.
قال الإمام الطبري رحمه الله في تفسيره لهذه الآية:
لتقرأه على الناس على تُؤَدة، فترتله وتبينه، ولا تعجل في تلاوته، فلا يفهم عنك.
وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.
وقوله ( وَنـزلْنَاهُ تَنـزيلا ) يقول تعالى ذكره: فرقنا تنـزيله، وأنـزلناه شيئا بعد شيء.
كما حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، قال: حدثنا، عن أبي رجاء ؛ قال: تلا الحسن: " وَقُرآنا فَرَّقْناهُ لِتَقْرأَهُ عَلى النَّاسِ على مُكْثٍ وَنـزلْنَاهُ تَنـزيلا " قال: كان الله تبارك وتعالى ينـزل هذا القرآن بعضه قبل بعض لما علم أنه سيكون ويحدث في الناس.
فتأويل الكلام: وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا، وفصلناه قرآنا، وبيَّناه وأحكمناه، لتقرأه على الناس على مكث.
و كذالك نزلت الشريعة مفرقة حسب الوقائع و الأحداث.
ومن الحكم المعروفة تيسير حفظ القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين؛ لأن عامتهم أُمِّيون لا يقرءون ولا يكتبون، وكل اعتمادهم أو أكثره على الحفظ والرواية، فإذا نزل على فترات كان ذلك أيْسر عليهم في حفظه واستيعابه، وفي تدبُّره أيضًا.
و من الحكم ايضا في تنزيل الشريعة مفرقة ، ما جاء في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها في كتاب فضائل القرآن [ باب تأليف القرآن ] :
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ مَاهَكٍ، قَالَ: إِنِّي عِنْدَ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، إِذْ جَاءَهَا عِرَاقِيٌّ، فَقَالَ: أَيُّ الكَفَنِ خَيْرٌ؟ قَالَتْ: وَيْحَكَ، وَمَا يَضُرُّكَ؟ " قَالَ: يَا أُمَّ المُؤْمِنِينَ، أَرِينِي مُصْحَفَكِ؟ قَالَتْ: لِمَ؟ قَالَ: لَعَلِّي أُوَلِّفُ القُرْآنَ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ يُقْرَأُ غَيْرَ مُؤَلَّفٍ، قَالَتْ: وَمَا يَضُرُّكَ أَيَّهُ قَرَأْتَ قَبْلُ؟ " إِنَّمَا نَزَلَ أَوَّلَ مَا نَزَلَ مِنْهُ سُورَةٌ مِنَ المُفَصَّلِ، فِيهَا ذِكْرُ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، حَتَّى إِذَا ثَابَ النَّاسُ إِلَى الإِسْلاَمِ نَزَلَ الحَلاَلُ وَالحَرَامُ، وَلَوْ نَزَلَ أَوَّلَ شَيْءٍ: لاَ تَشْرَبُوا الخَمْرَ، لَقَالُوا: لاَ نَدَعُ الخَمْرَ أَبَدًا، وَلَوْ نَزَلَ: لاَ تَزْنُوا، لَقَالُوا: لاَ نَدَعُ الزِّنَا أَبَدًا، لَقَدْ نَزَلَ بِمَكَّةَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنِّي لَجَارِيَةٌ أَلْعَبُ: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر: 46] وَمَا نَزَلَتْ سُورَةُ البَقَرَةِ وَالنِّسَاءِ إِلَّا وَأَنَا عِنْدَهُ "، قَالَ: فَأَخْرَجَتْ لَهُ المُصْحَفَ، فَأَمْلَتْ عَلَيْهِ آيَ السُّوَرِ.
من حديث عائشة رضي الله عنها نعلم أن أول ما نزل من أحكام الغيب ذكر الجنة و النار ، حتى إذا بايع الناس على الإسلام و التوحيد و تعلموا الايمان نزل الحلال والحرام فقبلوها. فكانت دعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم في العهد المكي و في دار الكفر الى إصلاح ما أفسده الناس من ملة ابراهيم و تركزت الدعوة حينئذ على التوحيد و البراءة من الشرك و أهله. فبعد ان دخل الناس في دين الله و استقر الايمان في قلوبهم انزل الله باقي شرائع الإسلام في المدينة حين أصبحت دارا و دولة للمسلمين ممكنين بها.
فحالنا اليوم كما كان حال رسول الله صلى الله عليه وسلم و الصحابة، بدأ الاسلام غريبا و عاد غريبا كما بدأ، عدنا لزمن الجاهلية ليس هناك دار إسلام على و جه الأرض ، فلابد أن نراعي الأحكام الخاصة بدار الكفر و الأحكام الخاصة بدار الإسلام.
والشروط التي إشترطها قومنا الصابئة في الإمام حتى يبايعوه على الإسلام خارجة عن الشروط التي قررتها الشريعة. فقد اشترطوا ان يكون عالما بتفاصيل أحكام الجهاد و الميراث و إقامة الحدود و ان يكون أعلم أهل الأرض بها، لكن إستدلالهم بأحكام فقهية نقلت ممن عاشوا زمن و حقبة تختلف عن زمننا هو الخاطئ؛ فلا ينبغي أن تنزل الاحكام الخاصة بزمن الخلافة و دار الإسلام و التمكين و القوة، عشوائيا بدون فقه التنزيل. وقومنا يجهلون فقه التنزيل المبني على القدرة و الاستطاعة و المصلحة و المفسدة.
فالفترة المكية فعلا مختلفة عن الفترة المدنية و الرسل عليهم السلام و الصحابة لم يشتغلوا بقضايا فقهية في بداية الدعوة، و معلوم أن كل الرسل دعوا الناس إلى التوحيد و الفرائض في مرحلتهم ، و معلوم أن سكان الأرض ليسوا مسلمين و بالتالي فسواء قسموا الإرث أولا فهذا ليس شأن الجماعة لأن الأساس الذي عليه تبنى الأعمال منتقض ، فلا يصح عمل بدون توحيد ، و الجماعة عدد أفرادها قليل و حتى و لو مات منهم أحد لن تسمح الدولة بقسمة الإرث على أساس صحيح لأن المسلم إن مات فمن له الحق في وراثته ، هم المسلمون فقط ، فبينما في الواقع التقسيم يتم حسب القانون و على جميع الورثة من دون إنتمائهم إلى جماعة المسلمين أولا .
فمطالبة إمام جماعة المسلمين حفظه الله مثلا بمعرفة أحكام الفرائض كالإرث ، طلب لا معنى له و ينبئ عن سوء فهم لأسس دعوة جماعة المسلمين و للإسلام الصحيح.
اذ هل كان المسلمون في مكة يعلمون أحكام الطلاق بالتفصيل ؟
و هل كانوا يعلمون أحكام القصاص بالتفصيل ؟
و هل كانوا يعلمون أيضا أحكام الجهاد بالتفصيل و أحكام الدولة بالتفصيل .
هل هذا صحيح؟
الجواب: لا ليس صحيحا ،لم يكن الصحابة رضوان الله عليهم يعلمون الا القليل من الاحكام، فهل نحن أفضل من الصحابة رضوان الله عليهم حتى نعلم جميع تفاصيل الأحكام و نحن في دار كفر ، و في حال إستضعاف.
بل ان خلفاء وملوك المسلمين في زمن التمكن كانوا يستشيرون الفقهاء في عدة مسائل ولم يشترط المسلمون هذا الشرط في ائمتهم في مكة ولا في المدينة. وهل زعم احد عبر العصور ان ملكا من ملوك الدولة الاموية كان اعلم من الامام مالك رحمه الله او ان ملكا من ملوك الدولة العباسية كان افقه من الشافعي رحمة الله عليه. بل ان الامام الشافعي لم يدعي لنفسه الإحاطة بعلم الشريعة وانما الاحاطة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولجماعة المسلمين من بعده عند مجموعها لا عند فرد من افرادها.
نحن نقول بأن معرفة تفصيل بعض المسائل و تدقيقها ليس لازم أو واجب، لان هذا مخالف لهدي الرسل . كل الرسل بدؤوا بالدعوة إلى التوحيد ، فنوح عليه السلام لم يتكلم عن أحكام الطلاق أو أحكام الزواج و لا إرث،و لا جهاد، يعني تكلم عن التوحيد ، { يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}. ونحن لا نقول بأن الأحكام معطلة في دار الكفر، لكن نقول بأن بعض الأمور يجب إستيعابها؛ المسلم إذا إجتهد و قدم الأولى، و إشتغل بالدعوة الى التوحيد عن معرفة حكم شرعي فإنه لا يكون بذالك مخطئا، حتى لو أخطأ و حتى لو عمل المحظور جهلا منه به ما لم يكن هذا المحظور شركا و كفرا، لا إثم عليه ان شاء الله ما دام غير مقصر،و لأن هذه الأحكام الشرعية مناطة بالخبر ، تُعلم خبرا.
وفي المقابل تجد الدعاة على أبواب جهنم والمفتيين بغير علم هذا الزمان وقبله قد أفنوا أعمارهم في دراسة تلك الأحكام الفرعية والاختلاف والتعمق فيها ، فلم يرفعوا بذلك رأسا ولم يحصلوا خيرا بل هم في ظلماء الجهل مغمورون وفي بحار الشرك والتنديد غارقون ولدين الله تاركون وللطاغوت موالون خاضعون متبعون.
لذلك هم يريدوننا ان نكون مثلهم واذ لم يقبلوا عنا دين الله الذي بعث به رسله ورضيه للعالمين فانهم يخاصموننا فيما يحسنون من الفروع والتفاصيل التي لا تسمن ولا تغني من جوع ليظهروا للجهال تفوقهم الموهوم ويلبسوا بتلك المسائل على العموم. ولكن من عرف الأحق بالتقديم وفهم اولويات هذا الدين فسيعلم ان الخصومة التي بيننا وبينهم هي خصومة في اصل الدين الذي لا يعذر من جهله والحق الذي يعذب من ضل عنه، وليس فيما يعذر فيه الجاهل بجهله وما يجوز فيه الاجتهاد ويقبل فيه الخطأ والصواب.
هذا هو سبيل المؤمنين، من اتبعه ذاق حلاوة الايمان و ثمرته. هذا إتباع منهاج رسل الله عليهم السلام. الدعوة إلى توحيد الله عزوجل في اسمائه و صفاته ، و في ربوبيته و الوهيته ، و نبذ الشرك بكل أنواعه، و معرفة أصول الدين لتثبت قدم المرء على الأصول لا على الفروع، من عرف جميع الفروع و لم يعرف أصلا واحدا من اصول الايمان فهو ضال مضل، هذا هو حال المشايخ و أئمة الضلال اليوم في زماننا، يعرفون الفروع و يجهلون الاصول.
ثم إن الناس إذا دعوتهم إلى توحيد الله عزوجل ، و أشرق الإيمان في قلوبهم و دعوتهم إلى عمل الفرائض و تصحيح الصلاة و تصحيح الطهارة و تصحيح الغسل و مايصح به عبادتهم و ماأوجبه الله عليهم في الصيام و في الفرائض ، ثم عملوا ذلك .
فاعلم اسعدك الله، انه سيترك الخمر دون ان تقول له : لا تشرب الخمر فإنه حرام ، لأن صلاته ستنهاه ، سينهاه توحيده عن الخمر ، سوف ينهاه قلبه ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول { الإثم ماحاك في النفس ، و كرهت أن يطلع عليه الناس } و قال صلى الله عليه وسلم{ دع مايريبك إلى ما لا يريبك } و قال صلى الله عليه وسلم { إذا لم تستحي فاصنع ماشئت } وقال صلى الله عليه وسلم { إستفت قلبك و إن أفتاك الناس و أفتوك } و قال صلى الله عليه وسلم { إتقوا فراسة المؤمن } و قال الله عزوجل:{ يهديهم ربهم باءيمانهم} وقال : { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر } فإن كان هذا شأن الصلاة فما ظنك بالتوحيد والإيمان.
إذا إستقر الإيمان في قلب المرء و أشرق و ذاق حلاوته ، فإنه يغنيك عن دعوته إلى كثير من الفروع ، لأنه سيتركها تلقائيا.
إذا القاعدة هي أن الإنسان يبدأ بالأصل ، و إذا صلح الأصل ، صلحت الفروع تلقائيا، أما إذا ذهبت تصلح فروعا في شجرة و أصلها يعني ليس بثابت ، فإنك تضيع الوقت، فالشجرة إذا لم تغرسها غرسا ثابتا حتى تنبت ، و تعطي ثمارا ، فإنك تذهب و تصلح الفرع الأول فيفسد الثاني ثم يفسد الثالث حتى تفسد الشجرة بكاملها.
إذا الكيس ماذا يفعل ؟ يذهب إلى الشجرة يغرسها ، و يصلح جذورها و يسقيها و يعتني بها من الجذور و إن كان لديها فروع فاسدة أو إحترقت أو جذوع مكسرة أو كذا .لكن لا تذهب إلى الجذوع و تترك الجذور ، لا تعتني بها العناية اللازمة، إذا نحن في أصل الشجرة. نحن الآن شجرتنا صغيرة جدا .نحن ليست عندنا شجرة كبيرة لها ثمار كثيرة ، نحن شجرتنا صغيرة يجب علينا الاعتناء بها حتى تنموا. شجرة التوحيد و شجرة الجماعة لا تنموا بجهل و بطريقة عشوائية أو تلقائية أو بهوى .تنموا عن علم و باتباع لسنة دقيقة و شريعة و منهج دقيق في بناء دولة الإسلام و بناء الكيان المسلم الذي يحق الحق ، لأننا نحن :
أولا : مفروض علينا إحقاق الحق.
ثانيا: نحن في جاهلية.
ترى الملحدين ، ترى الصوفية و ترى الرافضة و المرجئة و تنظيم داعش الضالين ، و جماعة الإخوان المسلمين ، ترى النصارى الصليبيون ، و الصهاينة . ترى عباد القبور ، ترى منكري البعث و منكري الصانع ( الخالق ) ، ترى عباد الأبقار و الجرذان.
نحن كمسلمين في هذه البلاد ( بلاد الكفر ) ، بلاد ( الأمم المتحدة )، هل يجب علينا أن نختلف في فرع و نجعله ذريعة لصد بعض المسلمين ، و لو مسلم واحد ، يجب علينا الاحتفاظ و العناية بشجرة الإسلام و حوطها بالعناية اللازمة كي تنموا و تنبت هذه الشجرة الطيبة حتى يكون عندها مقدرة على مواجهة هذا الكفر المنتشر في ربوع الأرض كلها و جميعها.
لدينا أعداء لا يهمهم هل اللحية قدرها شبر أو قدر القبضة أو أكثر من ذالك أو أقل من ذالك.
- أعداءك لا يريدون أن تكون لك لحية أصلا .
- لا يريدونك أن تصلي أصلا.
- لا يهمهم أنت إن قعدت قعدت الإفتراش أو قعدت التورك أو قعدت قعدت الإقعاء في الصلاة.
- هم لا يريدونك أن تصلي أصلا.
إذا هل أنت يعني تختلف مع أخيك لأنه يقعد قعدة الإقعاء و أنت تقعد قعدة الإفتراش ، و تترك الذين يريدون أن يبطلوا الصلاة و يقتلوا المصلين ثم تتركونهم بغير بيان شبههم و الرد عليهم و مجاهدتهم ، و بيان بطلان مايريدون.
نحن أمام أعداء كثر ، الأرض فيها مليارات ، أما نحن كم عددنا ؟ عددنا ثلاثون أو أربعون ، يعني أمام المليارات ماذا تأتي الأربعون. و نحن الحمد لله على إعتقاد واحد ، و على منهج واحد و على دين واحد ، دين الله عزوجل ، الذي لا إله إلا هو. نعبده سبحانه وتعالى و نتبع كتابه و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم و دين المسلمين و جماعة المسلمين و السلف الصالح.
- هل أهل الأمم الأخرى متفقون معنا على الكتاب و السنة ؟
- الجواب : ليسوا متفقين معنا.
- النصارى هل هم متفقون معك على الكتاب و السنة ؟
- اليهود هل هم متفقون معك على الكتاب و السنة ؟
- المرجئة هل هم متفقون معنا على أن الإسلام قول و عمل و أن عابد القبر ليس بمسلم.
- هل الإخوان متفقون معنا بأن الشعوب كافرة يجب إعتزالها ؟
- هل الدواعش متفقون على هذا ؟
- إذا نحن مختلفون مع أقوام إختلافا لا يجوز معه الإجتماع ، إختلاف [ ولاء و براء ]. فإذا إختلف المسلمون فيما بينهم في جزئية ، هذه الجزئية يجب تقديرها أو تقدير حجمها بالنسبة إلى ما إتفقوا عليه ، فيجب التفريق بين الأصل و الفرع.
إذا إتفقنا على الأصول ، ثم إختلفنا في الفروع التي يجوز فيها الاجتهاد ، هل ينبني على هذا ولاء و براء ؟
الجواب : لا ينبني على هذا ولاء و براء.
- هل ينشغل المرء بهذا و يترك الرد على الملاحدة و المبتدعة و الصوفية و الرافضة و الحبشية و المحمدية و القرامطة و الماتردية و الأشاعرة ؟
- هل نترك هذا و ننشغل بالرد على بعضنا البعض ؟
- هذا لا ينبغي ، نحن يد واحدة على من سوانا ، هذا الذي يدعونا إليه ربنا.
- قوله تعالى : { و لا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم... }.
- و قوله تعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.
- هكذا أمرنا الله عزوجل ، فالمظنون هو هذا. المظنون أن تقدروا حفظكم الله هذا الكلام وتعلموه اولادكم واخوانكم لأنه امر خطير ومهم.
والحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله الطيبين ورضي الله عن الصحابة الاخيار والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين.
قام بتفريغ الشريط وتجميع النص : أخوكم الوزير ابو عمر أثابه الله.
قام بمراجعة المقال : أخوكم الوزير ابو جاد حفظه الله.
توقيع : إمام المسلمين المستقوي بالله.
قال تعالى : وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ.
فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. جعل الله أعمالنا خالصة لوجهه وابتغاء مرضاته. آمين
Comments