top of page
الشهادة توحيد والتوحيد شهادة

 

بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله، 

 

 

إننا لا نزال المرة بعد المرة نبين هذا الأصل الذي بنيت عليه دعوة جماعة المسلمين التجديدية، بالتأصيلات العلمية التي نتدارسها و إياكم، لذلك سنتناول في خطبتنا هذه الأدلة الشرعية التي تقوم عليها الشهادة الثالثة التي يجب على من أراد دخول الإسلام أن يقر بها، وهي شهادة أن أمة محمد اهل كتاب، ونبين أهميتها وحكم المخالف فيها و نرد على شبهات الجهلة و المتأولين إن شاء الله وذلك على النحو التالي :

 

أولا : الأدلة من القرآن العظيم وهي كالآتي :

 

الدليل العام من قوله تعالى " إلا من شهد بالحق وهم يعلمون " فهذا عام في كل حق أقر به المسلم وشهد به وأشهد عليه.

 

و الدليل العام في الشهادة بكل ما أنزل الله، كما قال الله تعالى :

لَّٰكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ ۖ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا

 

وهذه شهادة من بني آدم على ربوبية الله عز وجل :

وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ

 

وهذه شهادة بأمر مخصوص معلوم من قول إخوة يوسف :

ارْجِعُوا إِلَىٰ أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا 

 

وفي الآية التالية سعي من الحواريين ليشهدوا على مائدة السماء : 

إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ ۖ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ . قَالُوا نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ

 

وفي هذه الآية ذكر شهادة المشركين على أنفسهم بالكفر :

مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَىٰ أَنفُسِهِم بِالْكُفْرِ ۚ أُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ

 

فلا بين الأمرين ،، إما شهادة الإسلام و إما الشهادة بالكفر .. فالإمتناع والإعراض عن شهادة الإسلام وتركها، يمثل شهادة على النفس بالكفر والشرك في واقع الأمر. والشهادة النافعة، هي الشهادة بتوحيد الله وتصديق رسوله في كل ما جاء به مع القيام بما يقتضيه ذلك قولا وعملا، كما في قوله عز وجل :

رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ.

 

ومن الأدلة السابقة يتبين مشروعية الشهادة على كل حق، و الشهادة على كل ما أنزل الله، و الشهادة على ربوبية الله، و الشهادة على أمر خاص معلوم مثل السرقة، ويتبين أن الشهادة تكون على أساس الحجة والبينة مثل مائدة السماء و أن الممتنع عن شهادة الحق، شاهد بالباطل، و أن الشهادة تكون بالأعمال كما تكون بالأقوال. وقد سمي المقتول في سبيل الله شهيدا لقيامه بشهادة الحق في جَنب الله حتى قتل. و لأن عمله يشهد له بالصدق و الإيمان و الجنة، قال الله تعالى " قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين " وقال " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا ".

 

 ثانيا : الأدلة من السنة النبوية :

عن عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَابْنُ أَمَتِهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ ) رواه البخاريومسلم. فهذا الحديث يدل على عدم الاقتصار على قول لا إله إلا الله و محمد رسول الله دون الإقرار بما تقتضيه هاته الشهادة من مقتضيات الإيمان الصحيح و التوحيد الخالص، فإن كان الناطق بالشهادتين مقرا بعبدية عيسى عليه السلام ووالدته مريم فإسلامه يكون صحيحا وإن لم ينطق بالشهادة على النحو الذي في الحديث، أي " أشهد أن عيسى عبد الله و ابن أمته " بل إن الإقرار بهذا يكون تابعا للإقرار بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم الذي بلغ عن الله بأن عيسى عبد الله و ابن أمته، فشهادة أن محمد رسول الله تكفي عن شهادة أن عيسى عبد الله و رسوله في الأصل، و تكفي عن شهادة أن الجنة حق و النار حق، فالأصل أن من شهد أن محمدا رسول الله مقر بكل ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهاته الشهادة لها نفس شروط لا إله إلا الله، و هي العلم و اليقين و القبول و المحبة و الصدق و الانقياد و الإخلاص.

 

ومن شهد بإخلاص و صدق أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله فقد علم يقينا أن عيسى ليس إله وقبل ما أخبر به محمد صلى الله عليه وسلم وانقاد له وأحبه.

 

و من نطق بالشهادتين ولم يشهد أن عيسى عبد الله و ابن أمته، فليس صادقا في شهادة ان لا اله الا الله و ان محمدا رسول الله و لا يقبلها و لا ينقاد لها و لا يعلم معناها بل يشك فيه وهو مشرك غير مخلص، أي أنه لم يحقق شروطها.

 

ولدينا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " من شهدتم له بالخير دخل الجنة و من شهدتم له بالشر دخل النار أنتم شهداء الله في أرضه " الذي يدل على أن الشهادة تكون للناس على العموم بالخير وبالشر، و في الحديث الأول شهادة بخير خاص و هو الإقرار بعبدية عيسى ووالدته مريم ، وحقية الجنة و النار .

 

ثالثا : لقد وقع الإجماع من الصحابة على أن المخالف في أمر خاص غير النطق بالشهادتين، فإن توبته تكون بدعوته إلى ما خالف فيه كدعوة المرتدين إلى إيتاء الزكاة لدخول الإسلام.

 

وبهذا نعلم أن الشهادة ليست مقتصرة على قول لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله بل تشمل كل حق وكل خير و كل توحيد و كل ما أنزل الله، وأن الناطق بالشهادتين يجب أن يعلم معناهما و يعمل يمقتضاهما حتى تكون شهادته مقبولة و صحيحة. وإذا خالف فيهما عموما دعي إليهما عموما و إذا خالف في أحد مقتضياتهما خصوصا دعي للموافقة على ما خالف فيه خصوصا.

 

إذن عندما ندعو الناس ليشهدوا أن أمة محمد أهل كتاب خصوصا، فلا بد من معرفة أمرين اثنين :

١. أن هذه الشهادة من مقتضيات شهادة ان لا اله الا الله و أن محمدا رسول الله 

٢. أن الناس مخالفون في هذا الأصل و مناقضون بذلك للشهادتين

 

وقد دل على أن أمة محمد أهل كتاب القرآن و السنة وآثار الصحابة التي لم يخالفهم فيها أحد، ففي تفسير الطبري لقوله تعالى " ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل و هم يسجدون "

 

قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: " ليسوا سواء "، ليس فريقا أهل الكتاب، أهل الإيمان منهم والكفر سواء. يعني بذلك: أنهم غير متساوين. يقول: ليسوا متعادلين، ولكنهم متفاوتون في الصلاح والفساد، والخير والشر.

 وإنما قيل: " ليسوا سواء "، لأن فيه ذكر الفريقين من أهل الكتاب اللذين ذكرهما الله في قوله: وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ، ثم أخبر جل ثناؤه عن حال الفريقين عنده، المؤمنة منهما والكافرة فقال: " ليسوا سواء "، أي: ليس هؤلاء سواء، المؤمنون منهم والكافرون. ثم ابتدأ الخبرَ جل ثناؤه عن صفة الفرقة المؤمنة من أهل الكتاب، ومدحَهم، وأثنى عليهم، بعد ما وصف الفِرقة الفاسقة منهم بما وصفها به .

 

 وعن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله: ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يقول: لا يستوي أهل الكتاب وأمة محمد صلى الله عليه وسلم. أي أن أمة محمد هي الأمة القائمة ويقصد ابن مسعود رضي الله عنه أمة محمد قبل الإفتراق إذ كانوا كلهم مسلمين، وعطف أمة محمد على أهل الكتاب عطف للخاص على العام، و العام مخصص باستثناء أمة محمد القائمة منه.

 

أيها الأفاضل، 

لقد توضح لنا مما سبق أن أمة محمد المؤمنة، جماعة المسلمين، من أهل الكتاب، وهذا قبل أن تفترق إلى ثلاث و سبعين فرقة، لكن بعد أن تفرقت، هل تسمى أيضا أهل كتاب أم تزول عنها التسمية ؟ لو قلنا أن إسم أهل الكتاب يزول عن الفرق الضالة التي تنتسب إلى القرآن وإلى محمد صلى الله عليه وسلم، لوجب القول بزواله عن الفرق الضالة من أمم موسى و عيسى لإفتراقها أيضا إلى واحد وسبعين و الى اثنتان و سبعين فرقة، فهذا معلوم بوضوح عن طريق القياس، فعلة كونهم أهل كتاب لا تزول عنهم بعد الإفتراق، إنما الذي يزول عن الفرق الضالة هو علة كونهم مؤمنين مسلمين، وهو الإيمان بالكتاب كله. فالفرقة لو آمنت بالكتاب كله كانت مسلمة ولو تركوا الإيمان بالكتاب والبعث بالكلية كانوا مشركين وثنيين، و بما أنهم يؤمنون ببعض و يكفرون ببعض فهم من الذين كفروا من أهل الكتاب.

 

وأنتم ولله الحمد تشهدون بهذا، وعسى أن يكون منكم من يؤمن به إيمانا راسخا، و الغاية عندنا أن تعلموا بأن هذا الأمر الخاص هو من مقتضيات شهادة ان لا اله الا الله و أن محمدا رسول الله الذي يجب أن يقر به المرء ليكون مسلما كما لا بد له أن يقر بأن عيسى عبد الله و ابن أمته و أن الجنة حق و النار حق. 

 

و المخالف في هذا، متبع لهواه، مكذب لله و لرسوله، مناقض للشهادتين التي ينطق بهما، متبع غير سبيل المؤمنين، مخالف جماعة المسلمين فيما لا يصوغ الخلاف فيه. 

...

 

أيها الإخوة، 

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قولوا لا اله الا الله تفلحوا أي أن قول لا إله إلا الله كاف لأجل الفلاح !!! 

بينما نعلم أن دخول الإسلام إنما يكون بشهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله. فكيف يفلح من قال لا إلاه الا الله ؟؟

إعلم يرحمك الله، أن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " قولوا لا إله إلا الله تفلحوا " موجه للمشركين اللذين يعبدون الأوثان و يسمونها آلهة، ولا يؤمنون بأن الله وحده من يجب عبادته. الذين قالوا " أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب " لذلك كانت دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقولوا لا إله الله لأنهم بقولها يفارقون دين قومهم، ويتبعون رسول الله. أما إذا تعلق الأمر بكتابي كاليهودي الذي يقول لا إله إلا الله فإننا ندعوه ليشهد بأن محمدا رسول الله، لإنه إنما يفارق دين اليهود بشهادة أن محمدا رسول الله، و لا يفارقه بقوله لا إلاه إلا الله دون أن يشهد أن محمدا رسول الله. 

 

والناس اليوم يقولون أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله وهم مع ذلك ليسوا مسلمين. كما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تفترق أمتي إلى ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة هي الجماعة.

 

والفرق الإثنتان و سبعون إن دعوا ليقولوا لا إله إلا الله و محمد رسول الله فإنهم بقولها لا يفارقون دين قومهم المشركين الناطقين بها، و هم متحاكمون لدستور البشر، مبدلون للدين، راضون بعبادة الأموات في القبور، ونشر الكفريات في السطور، عكس ما كان عليه الحال زمن الصحابة، حيث جماعة المسلمين وحدهم المختصون بشهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله، وأما الفرق الضالة فلم يكونوا يقولونها.

 

وليس السبب في هذا أن الشهادتين لا تقتضي مفارقة الكافرين و لزوم جماعة المسلمين، و لكن لأنهم لا يفهمون منها هذا المعنى ولا يقومون بمقتضاه ، كما أن اليهود لم يكونوا صادقين في شهادة أن لا إله إلا الله ولو كانوا صادقين لشهدوا أن محمدا رسول الله و اتبعوه وأطاعوه صلى الله عليه وسلم. فاليهود مشركون ناقضون للا إله إلا الله، و ليسوا شاهدين بها و إن قالوها بألسنتهم. ولو قصدوا بقولها اتباع رسول الله لصلح أن يخاطبوا بما خوطب به المشركون " قولوا لا إله إلا الله تفلحوا ". 

 

إخواني الأعزاء، 

إن شهادة قومنا، الناطقين بالشهادتين، بأن أمة محمد أهل كتاب في هذا الزمن، وشهادة اليهود القائلين " لا إلاه إلا الله " أن محمدا رسول الله في زمن الصحابة لهما علة مشتركة من حيث كونهما علامة على مفارقة دين الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين و إقرار بشهادة جماعة المسلمين على الناس و إلتزام باتباعها ولزومها، فصح قياس شهادة ان امة محمد اهل كتاب على شهادة ان محمد رسول الله في كون النطق بها له دلالة الدخول في الإسلام.

 

ونحن نتكلم عن الزمان الذي نعيش فيه فلو فرضنا مجيء زمان يشهد فيه الناس أن أمة محمد أهل كتاب وهم مع ذلك يخالفون جماعة المسلمين في أصل آخر من أصول التوحيد، فيكون الواجب هو دعوتهم إلى تصحيح الأصل الذي خالفوا فيه ويمتحنون به ليصح إسلامهم.

 

والمسلم الموحد إذا نظر في مذاهب الفرق الموجودة اليوم، وخاصة تلك المنتسبة للإسلام، سيجد أن جماعة المسلمين تفارق هاته الفرق كلها في أصلين أساسيين، وهي ما ندعو الناس للإقرار به حتى يفارقوا دين أهل الكتاب والكفار أجمعين و يوافقوا اعتقاد و منهج جماعة المسلمين.

 

وهي كالآتي : 

١. شهادة أن أمة محمد أهل كتاب و إشهاد الجماعة على ذلك ؛

٢. البيعة على الإسلام والتوحيد والخير عموما ؛

 

فالأصل الأول إقرار بشهادة جماعة المسلمين على الناس كما قال الله تعالى " لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيدا "، ويقتضي أن المخالفين لجماعة المسلمين من قومنا هم من الفرق الواجب اعتزالم، الذين كفروا من أهل الكتاب. و الأصل الثاني متعلق بالبيعة و الإتباع ولزوم الجماعة في الأصول و الفروع و الإقرار بمنهج وعقيدة المسلمين.

 

ومن المعلوم أن البيعة فيها من التفصيل ما ليس في نطق الشهادتين، و معلوم أيضا أن الدين فيه تدرج و مرحلية، يعتبر فيها الإستطاعة و القدرة، و لذا فإن ناطق الشهادة على النحو الآتي " أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و أشهد أن أمة محمد أهل كتاب (كلها في النار إلا الجماعة الذين هم على ما كان عليه رسول الله صلى الله و أصحابه) " يكون مسلما لأنه ما نطقها إلا اتباعا لجماعة المسلمين، وإشهادا لنا على إسلامه، و موافقة على شروط الجماعة، و براءة ممن سواها من الفرق. 

 

و يكون الناطق مبايعا على الإسلام مجتازا للحد الفاصل بينه و بين الكفر. فكفر القوم متمثل في عدم براءتهم من القوم الحاكمين بغير ما أنزل الله، و عدم اتباعهم لجماعة المسلمين، و هي جريمة سلبية قام بإصلاحها لما شهد على قومه بالكفر، و شهد شهادة المسلمين.

 

ويكون هذا المجتاز، حديث عهد بإسلام يلزمه تعلم نواقض الإسلام و فرائضه، والواجبات و المحرمات الأكبر فالأكبر و الأقرب فالأقرب.

 

فالبيعة على الإسلام أولى البيعات ، و تكون بزوال علة التكفير، و هي هنا (الرضى بالكفر) الذي عليه القوم، و إزالة العلة تكون بإعلان عدم الرضى عنهم والبراءة التامة منهم وموالاة الجماعة. فإذا صحت بيعة الإسلام بأركانها، وجب البيعة على ترك المحرمات و الطاعة في المعروف.

 

فالحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

 

إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما.

 

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

 

جماعة المسلمين وإمامهم

البريد الإلكتروني: Imamabounacer@gmail.com

الهاتف : 00212661707896

  • بيعة الإسلام لله
  • Donate for JM
  • Telegram
  • جماعة المسلمين وإمامهم
  • الصفحة الرسمية على فيسبوك
  • وتساب
bottom of page