top of page
الدعوة والدعاء

الدعوة إلى الله عز وجل فريضة على كل مسلم قال الله تعالى " قم فأنذر " وقال " أنذر عشيرتك الأقربين " وقال " أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " وقال " قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني " وقال " قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا إلا بلاغا من الله رسالاته ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا ". إلا أن الداعي ينبغي له أن يكون محصنا بالعلم الشرعي عارفا بأدلة الدعوة من الكتاب والسنة، مطلعا على شبه القوم والردود التي فند بها أهل الجماعة شبههم. ويبدأ المسلم بدعوة أهل بيته الأقرب فالأقرب. 

 

رخصة كتم الإيمان في أول الدعوة

 

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : كَانَ أَوَّلَ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلَامَهُ سَبْعَةٌ : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَمَّارٌ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ، وَصُهَيْبٌ، وَبِلَالٌ، وَالْمِقْدَادُ، فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِقَوْمِهِ، وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمُ الْمُشْرِكُونَ، وَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرَاعَ الْحَدِيدِ، وَصَهَرُوهُمْ فِي الشَّمْسِ، فَمَا مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وَاتَاهُمْ عَلَى مَا أَرَادُوا، إِلَّا بِلَالًا فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللَّهِ، وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ، فَأَخَذُوهُ، فَأَعْطَوْهُ الْوِلْدَانَ، فَجَعَلُوا يَطُوفُونَ بِهِ فِي شِعَابِ مَكَّةَ وَهُوَ يَقُولُ : أَحَدٌ أَحَدٌ. رواه أحمد وابن ماجه.

 

دعوة الأهل ومخالفتهم

 

 عن سعد بن أبي وقاص أنه نزلت فيه آيات من القرآن قال حلفت أم سعد أن لا تكلمه أبدا حتى يكفر بدينه ولا تأكل ولا تشرب قالت زعمت أن الله وصاك بوالديك وأنا أمك وأنا آمرك بهذا قال مكثت ثلاثا حتى غشي عليها من الجهد فقام ابن لها يقال له عمارة فسقاها فجعلت تدعو على سعد فأنزل الله عز وجل في القرآن هذه الآية وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ. رواه مسلم.

 

وقال الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه بعد إسلامه على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجوعه الى قومه: أتاني أبي وكان شيخاً كبيراً، فقلت: إليك عني يا أبت، فلستُ منك ولستَ مني، قال: لِم يا بُني؟، قلت: أسلمت وتابعت دين محمد، قال: يا بني، فديني دينك، قال: قلت: فاذهب يا أبتِ فاغتسل وطهر ثيابك، ثم تعال حتى أعلمك ما علمت، قال: فذهب فاغتسل وطهر ثيابه ثم جاء فعرضت عليه الإسلام فأسلم، ثم أتتني صاحبتي فقلت لها: إليك عني فلست منك ولست مني، قالت: لم، بأبي أنت وأمي؟، قلتُ: فرق الإسلام بيني وبينك، أسلمت وتابعت دين محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قالت: فديني دينك، قال: قلت: فاذهبي إلى حنى ذي الشرى فتطهري منه ـ وكان ذو الشرى صنما لدوس ـ، وكان للحنى حمى حوله وبه وشل (قليل) من ماء يهبط من جبل إليه، قالت: بأبي وأمي أتخشى علي الصبية من ذي الشرى شيئا؟، قال: قلت: لا، أنا ضامن لك، قال: فذهبت واغتسلت ثم جاءت فعرضت عليها الإسلام فأسلمت. رواه ابن هشام في السيرة.

 

ولمَّا أَسْلَمَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ وَقَفَ عَلَى قَوْمِهِ، فَقَالَ: يَا بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ! كَيْفَ تَعْلَمُوْنَ أَمْرِي فِيْكُمْ؟ قَالُوا: سَيِّدُنَا فَضْلاً. قَالَ: فَإِنَّ كَلاَمَكُم عَلَيَّ حَرَامٌ، رِجَالُكُمْ وَنِسَاؤُكُمْ، حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُوْلِهِ. فمَا بَقِيَ فِي دَارِ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ رَجُلٌ وَلاَ امْرَأَةٌ إِلاَّ وَأَسْلَمُوا. رواه ابن سعد وابن هشام في السيرة.

 

التوكل

 

التوكل معناه أن تعمل ما أمرك الله بعمله وتدع الله يدبر الأمور التي قد تعترض طريقك كعداوة بعض الناس لك بسبب اتباعك الحق، فإن الله سبحانه يقول: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب. من حارب المؤمن لأجل قيامه بأمر الله فهو يحارب الله في الحقيقة.

 

قَالَ إِنِّي أشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ مِن دُونِهِ ۖ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ

 

قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ ۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ

 

الإعراض عن المشركين

 

قال الله عز وجل " فأعرض عمن تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا " وقال " اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين " وقال " واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا ". 

 

وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ

 

قال أبن جرير الطبري رحمة الله عليه: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وإذا رأيت، يا محمد، المشركين الذين يخوضون في آياتنا التي أنـزلناها إليك, ووحينا الذي أوحيناه إليك. و " خوضهم فيها "، كان استهزاءَهم بها، وسبَّهم من أنـزلها وتكلم بها، وتكذيبهم بها. " فأعرض عنهم "، يقول: فصد عنهم بوجهك, وقم عنهم، ولا تجلس معهم " حتى يخوضوا في حديث غيره "، يقول: حتى يأخذوا في حديث غير الاستهزاء بآيات الله من حديثهم بينهم. " وإما ينسينك الشيطان " ، يقوله: وإن أنساك الشيطان نهينا إياك عن الجلوس معهم والإعراض عنهم في حال خوضهم في آياتنا، ثم ذكرت ذلك, فقهم عنهم، ولا تقعد بعد ذكرك ذلك مع القوم الظالمين الذين خاضوا في غير الذي لهم الخوضُ فيه بما خاضوا به فيه. وذلك هو معنى " ظلمهم " في هذا الموضع.

 

أحاديث في مشروعية الكنية

 

عَنْ هَانِئٍ أَنَّهُ لَمَّا وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ قَوْمِهِ سَمِعَهُمْ يَكْنُونَهُ بِأَبِى الْحَكَمِ، فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَكَمُ وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ فَلِمَ تُكْنَى أَبَا الْحَكَمِ؟، فَقَالَ: إِنَّ قَوْمِي إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ أَتَوْنِي فَحَكَمْتُ بَيْنَهُمْ فَرَضِيَ كِلاَ الْفَرِيقَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا أَحْسَنَ هَذَا فَمَا لَكَ مِنَ -الْوَلَدِ؟ قَالَ: لِي شُرَيْحٌ، وَمُسْلِمٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: فَمَنْ أَكْبَرُهُمْ؟ قُلْتُ: شُرَيْحٌ قَالَ: فَأَنْتَ أَبُو شُرَيْحٍ. رواه أبو داود والنسائي.

 

عن عائشة أنها قالت: يا رسول الله كل صواحبي لها كنية غيري، قالك فاكتني بابنك عبد الله ابن الزبير. فكانت تدعى أم عبد الله حتى ماتت. رواه أحمد.

 

عن إبراهيم النخعي أن عبد الله ابن مسعود كنى علقمة "أبا شبل" ولم يولد له. رواه البخاري في الأدب المفرد.

 

دعاء الإمام

 

الإمامة معلمة كبرى من معالم الدين ولا إسلام إلا بإمام وجماعة فيجب تعظيم هذا المقام وتوقيره عملا بسنة الخلفاء الراشدين التي أمرتم أن تعضوا عليها بالنواجذ، وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ. وقد قال الله عز وجل " لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا " فقد نهي المؤمنون عن دعاء رسول الله باسمه أو ما شابه، فكان المسلمون يقولون " يا رسول الله " و " يا نبي الله ". وقياسا على هذه السنة الحسنة الواجبة، فقد دأب المسلمون على تسمية إمام المسلمين باسم خاص، فكان نداءهم لأبي بكر " يا خليفة رسول الله " ودعاءهم لعمر والخلفاء من بعده " يا أمير المؤمنين ". فنحن جماعة المسلمين أحوج ما نكون إلى إحياء هاته السنة المتروكة فإنه لا نجاة لنا إلا بالإسلام ولا إسلام إلا بالجماعة ولا جماعة إلا ب"الإمام"، وقد هلك من هلك من أقوام بتركهم هاته السنة واستكبارهم عن عبادة الله بما أمر.

 

جماعة المسلمين وإمامهم

البريد الإلكتروني: Imamabounacer@gmail.com

الهاتف : 00212661707896

  • بيعة الإسلام لله
  • Donate for JM
  • Telegram
  • جماعة المسلمين وإمامهم
  • الصفحة الرسمية على فيسبوك
  • وتساب
bottom of page