top of page
برنامج الفرد والجماعة

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: 

 

لا بد لنا كمسلمين من برنامج عملي يحدد الأهداف، والآليات من أجل بلوغ تلك الأهداف، ولا بد أن يكون هذا البرنامج مطابقا لبرنامج جماعة المسلمين وإمامهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين. 

 

لذلك فإن تصورنا لمسيرة الجماعة يكون على الهيأة التالية: 

- في البداية، لا بد لكل منا التركيز على دعوة العشيرة الأقربين كأفراد العائلة والجيران والأصحاب وعبر وسائل التواصل. هذا شيء لا بد منه، سواء استجابوا جميعهم أو بعضهم أو لم يستجيبوا. 

- ثم يأتي الوقت الذي نجتمع فيه ونعلن دعوتنا أمام الملأ، فتشتهر بين قومنا ويذيع صيتها في العالم العربي والأممي. فلا بد لنا من الاستعداد التام لتلكم اللحظة الحاسمة، التي تواجه فيها جماعتنا هجمة الجاهلية بشتى أهوائها وتشكيلاتها. فتماسك الجماعة أمام هاته الهجمة الشرسة، رهين بتناسق أبناءها الإيماني الحصين وتكوينهم العلمي الرصين.

- إن غايتنا الأولى هي إسلام قومنا وهدايتهم إلى توحيد الله وإخلاص الدين له. لكن إن أصروا على مخالفة ملة إبراهيم، واتبعوا سبيل الديمقراطية والقوانين، واصلنا دعوتنا لسائر الأقوام، عربهم وعجمهم، حتى يحصل لنا المراد، ويستجيب من كتب لهم الله سلوك درب الفلاح، وآتاهم عزيمة الكفاح. 

- فحينئذ يأتي زمن الهجرة والتفلت من بين ظهراني الكافرين، للمقام في دار الإسلام المبايعين على إقامة شريعة محمد خير الأنام. 

لا شك أن مهمتنا ليست بالسهلة، لكنها ضرورية وواجبة. فإن وجود المسلمين في دار الكفر، يعني تمكن الظلمة من رقابهم، وتحكمهم في مصائرهم، وسن القوانين التي تأمر بالمنكر وتنهى عن المعروف، وتمنع التوحيد، وتعاقب من كفر بالطاغوت، بأشد العقوبات، كالسجن والقتل والنفي. 

 

تصوروا لو دوهم أحدكم في بيته، وأخذ منه ماله وزوجته، وطرد من البيت !! كيف ستكون ردة فعله ؟؟ 

 

فإن الذي يفتن الناس عن دين الله أخطر من الذي يأخذ منهم الزوجة والولد والوالد. ألم تقرأوا قوله تعالى: "قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ". 

 

وقوله تعالى في المشركين " كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ " وقال سبحانه " ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا " هذا معناه إن لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل الدين فلن تكونوا جماعة المسلمين أبدا، لأنهم سيردونكم عن دينكم، فإما قتال في سبيل الله وإما فتنة وردة عن الإسلام. 

 

ألم تقرأوا قوله تعالى في أهل الكتاب " لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم "، وقوله "وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ " وقوله في المنافقين " وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ". 

 

لو لم يكن لنا قدوة تاريخية على نشأة أمة الإسلام، لبدت المهمة أكثر صعوبة، و لوصفها مرضى القلوب بالوهم أو الخيال. فوجود المثال السابق، في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، من العوامل المساعدة لنا في الطريق، إذ لنا فيهم أسوة حسنة، وفي طريقهم صراط مستقيم. ثم من العوامل المساعدة، أن نص القرآن بأكمله بين أيدينا، كما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فما علينا إلا اتباع هديه، والعمل بأمره. ومن العوامل المساعدة أيضا، كون قومنا أهل كتاب، بينما كان العرب في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم مشركين عبدة أوثان، أبعد ما يكون عن الإيمان بالبعث والجنة والنار. فدخول أهل الكتاب في الإسلام أرجى من دخول المشركين، كما أن قومنا من أمة محمد، وهم خير من اليهود والنصارى وسائر ملل الكفر. 

 

أيها المسلمون، 

 

إني أرجو أن يكون منكم أئمة، يتحملون تكاليف الإمامة ويخلفون رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته بالصدق والأمانة. فتنصحون للمسلمين، وتنذرون الكافرين، وتهدون الأمة إلى صراط مستقيم. فمتى اجتمع أمركم على رجل واحد منكم، وأرجو أن يكون أتقاكم، فاسمعوا له وأطيعوا، ولا تستكبروا عن الحق، ولا تخشوا الناس وأقوالهم. فإنكم أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين. وإنه من أرضى الناس بسخط الله سخط عليه الله وأسخط عليه الناس. 

 

وكما أن للجماعة برنامجا ينبغي لها السير عليه، كذلك للفرد المسلم برنامجه في اليوم والليلة، منه ما هو فريضة ومنه ما هو سنة مؤكدة ومنه ما هو مباح. 

 

فالمسلم يستيقظ للفجر فيذكر الله ويتوضأ ثم يؤذن فيصلي نافلة الفجر ركعتين، فإنهما خير من الدنيا وما فيها، ثم يقيم الصلاة فيصلي الفريضة. ثم يذكر الله بعد التسليم. وإن كان له عمل انصرف إلى عمله، أو يقعد يذكر االه ويسبحه حتى تطلع الشمس. فإن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ جَلَسَ فِي مُصَلَّاهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَسَنًا. ويحرم صلاة النوافل بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس، فإنها تطلع بين قرني الشيطان. 

 

ثم أيها المسلم والمسلمة تنصرف إلى شغلك في البيت أو في الخارج، فتتحلى بالصدق والأمانة في أداء مهماتك ما لم يكن حراما. فإن كان في عملك شيء محظور، فتستطيع إيجاد عمل أفضل، وإن لم تستطع فتجنب المحظور ما أمكنك ذلك. ويراعى في هذا ترجيح المصالح والمفاسد. لكن إذا كان العمل عملا كفريا، كخطباء الجمعة الذين يدعون الناس إلى موالاة الطاغوت، فإنه شرك لا يحل لأحد أبدا العمل فيه. 

 

فيجب عليك أيها المسلم الحرص على طاعة الله في كل شأن من شؤونك، فإنك أنت العبد الذليل الخاضع لمولاك وخالقك. كلما تذللت بين يدي مولاك زادك عزا ورفعة وإن استكبرت عن عبادته وطاعته، أذلك وأخزاك في الدنيا والآخرة، وصيرك إلى النار وبيس المصير. 

 

بعد طلوع الشمس، احرص على صلاة الضحى، وهي ركعتان أو أربع أو ست أو ثمان ركعات، تصلى قبل الظهيرة، وهي حين تكون الشمس عمودية، وقت تحولها من المشرق نحو المغرب. فإذا زال ظل الشيء إلى الناحية الأخرى دخل حينها وقت صلاة الظهر. فتؤذن أيها المسلم وتصلي النافلة أربعا ثم تقيم الصلاة فتصلي الفريضة، وتذكر الله، ثم تنصرف إلى السعي فيما يرضي الله، أو تأخذ قيلولة حسب ظروفك. وتذكر نافلة الظهر البعدية ركعتان، فإن من صلى لله اثني عشر ركعة نافلة في اليوم بنى له الله بيتا في الجنة. 

 

كما لا بد لك من وقت تطالع فيه العلم وتدعو فيه الله عز وجل وتناجيه، وتتفكر في آياته ومخلوقاته وتتدبر كلامه. فإذا صليت العصر، فلا نافلة بعد العصر حتى تغرب الشمس، ولكن يسن تسبيح الله عز وجل وذكره قبل الغروب. ثم تصلي المغرب وركعتي النافلة، أي التطوع. ثم تتعلم ما تيسر من الكتاب العزيز، تلاوة وتجويدا وتدبرا، وتخصص وقتا للدعوة إلى الله باللقاءات المباشرة أو عبر وسائل التواصل. كما لا يفوتنك التواصل مع إخوانك في جماعة المسلمين، تسأل عن أخبارهم، وتشاطرهم همومك وانشغالاتك. 

 

أما بعد العشاء، فباب التطوع مفتوح، بداية بركعتي النوافل الراتبة وهي الإثنى عشرة ركعة التي تلي الصلوات، مع الأربع التي تسبق الظهر، فهي اثنى عشرة ركعة راتبة. ثم صلاة القيام والوثر، ثلاثا أو خمسا أو سبعا أو تسعا أو إحدى عشرة ركعة. وينهى عن المكوث بعد العشاء إلا لغرض شرعي.  

 

فإذا أوى المرء إلى فراشه نفض فراشه وذكر الله قبل المنام كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاذكر الله في كل أحوالك، عند الاستيقاظ من النوم، وعند دخول الخلاء، وقبل الوضوء، وبعده، وعند الخروج والدخول إلى البيت، وعند ركوب الدابة. فإن ذكر الله حصن حصين، يدفع الشرور ويجلب السرور. 

 

إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما.

 

جماعة المسلمين وإمامهم

البريد الإلكتروني: Imamabounacer@gmail.com

الهاتف : 00212661707896

  • بيعة الإسلام لله
  • Donate for JM
  • Telegram
  • جماعة المسلمين وإمامهم
  • الصفحة الرسمية على فيسبوك
  • وتساب
bottom of page