التحذير من الشرك
لا يخفى على المسلم وجود أنواع من الشرك يكون بها المرء خارجاً من الإسلام فوجب اجتنابها والتحذير منها. عددها كبير لكن من أخطرها وأكثرها وقوعا العشرة الآتية:
١- دعاء الأموات والاستغاثة بهم والنذر والذبح لهم شرك بالله العظيم.
٢- من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم مشرك.
٣- من لم يكفر المشركين أو شكك في كفرهم أو صحح مذهبهم فهو كافر.
٤- من نحى الكتاب والسنة وحكم الدستور أو تحاكم إليه ورضي به بالإعتقاد أو القول أو زعم أن الشريعة غير صالحة لهذا الزمان فهو كافر.
٥- من أعرض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به فهو كافر.
٦- من استهزأ بشيء من دين الرسول ﷺ أو أبغضه أو سب الله كفر.
٧- من عمل السحر أو رضي به.
٨- مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين.
٩- الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعض.
١٠- مفارقة الجماعة شرك بالله وترك للدين.
ولا فرق في جميعها بين المتقصد بعملها الخير أو الشر، ولا العالم والجاهل ولا فرق بين الهازل والجاد ولا الطامع والخائف، إلا المكره الذي أجبر بالقوة.
منهج التلقي
يجب معرفة أن مصدر الدين من عند الله عز وجل وكل ما لم يشرعه الله للعباد فليس من دين الإسلام في شيء، وإن استحسنه العقل أو كثر القائلون به أو مال إليه الهوى.
فالمصادر التي نتلقى منها الدين هي:
١- كتاب الله القرآن ؛
والدليل " اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء ".
٢- سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛
والدليل " قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين ".
٣- إجماع جماعة المسلمين وعلى رأسهم الصحابة والتابعين ؛
والدليل " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ".
٤- الإجتهاد والقياس ؛
والدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر.
فالمصادر الأول والثاني والثالث هي أدلة وحجج وبراهين يحرم مخالفتها ويكفر من جحد شيئا منها بعد ثبوته، وهي المصادر الوحيدة التي يستدل بها على مسائل الإيمان والتوحيد. أما الإجتهاد والقياس فإنه يتعلق بالفقه والأحكام، ولا ينصرف إليه الحاكم إلا إذا لم يجد نصا من كتاب أو سنة أو إجماع. ويسوغ فيه الإختلاف بين علماء الجماعة المجتهدين وكلهم مأجور.
نفي التعارض
قد يشكل فهم بعض النصوص على المسلم أو يتوهم منها التعارض كقول الله تعالى " وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ " وقوله " إن الله لا يغفر أن يشرك به " مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ. فاليهود يقولون لا إله إلا الله ومع ذلك لا يدخلون الجنة. فالقاعدة أن النصوص تفهم في شمولها ولا تفهم النصوص في منأى عن بعضها البعض. لأن كلام الله ورسوله منه عام وخاص ومطلق ومقيد وغيرها من أوجه التوفيق، بحيث لا يؤخذ نص صحيح ويترك آخر ولكن يتم التوفيق بين النصوص لتفهم بطريقة صحيحة على مراد الله ورسوله إذ كلام الله ورسوله كله حق والتعارض فيه غير وارد. وعلى هذا يكون المقصود من الحديث المتقدم ذكره أن من علم أنه لا إله إلا الله هو الذي لا يشرك بالله شيئا ولا يتخذ دينا غير الإسلام.
التغلب على الوسواس
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنّا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به. فقال: أو قد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان. وعنه أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول من خلق ربك؟! فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل فقال: إني أحدث نفسي بالشيء لأن أكون حممة أحب إلي من أن أتكلم به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي رد أمره إلى الوسوسة.
تحذير
احذر يرحمك الله الفتانين وأصحاب الشبه وابتعد عنهم وتمسك بالحق الذي عرفت، وابدأ بطلب العلم الشرعي من المصادر الموثوقة عند جماعة المسلمين قبل الانتقال إلى دعوة ناس آخرين. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه وصلى الله وسلم على نبينا محمد