أصل السنة واعتقاد الدين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن ولاه، أما بعد:
الإيمان عند أهل السنة والجماعة قول وعمل، يزيد وينقص، والقرآن كلام الله غير مخلوق، والقدر خيره وشره من الله عز وجل، وخير هذه الأمة بعد نبيها أَبُو بكرٍ الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وهم الخلفاء الراشدون المهديون، وأنّ العشرة الذين سماّهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد لهم بالجنّة ونشهد على ما شهد به وقوله حق، والترحم على جميع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، والكفّ عما شجر بينهم، وأنّ الله عز و جل على عرشه بائن من خلقه، كما وصف به نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بلا كيف، أحاط بكل شيء علما، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، والله تبارك وتعالى يُرى في الآخرة، ويراه أهل الجنة بأبصارهم، ويسمعون كلامه كيف شاء وكما شاء، والجنّة والنّار حق، وهما مخلوقتان، ولا يفنيان أبدا، فالجنّة ثواب لأوليائه، والنّار عقاب لأهل معصيته إلا من رحم، و الصراط حق، والميزان الذي له كفتان يوزن فيه أعمال العباد حسنها وسيّئها حق، والحوض المكرم به نبيّنا صلى الله عليه وسلم حق، والشفاعة حق، وأنّ ناسا من أهل التوحيد يخرجون من النار بالشفاعة حق، وعذاب القبر حق، ومنكر ونكير حق، والكرام الكاتبون حق، والبعث من بعد الموت حق، وأهل الكبائر في مشيئة الله عز و جل، لا نكفّر أهل الجماعة بذنوبهم، ونَكِلُ سرائرهم إلى الله عز و جل ونقيم الفرائض مع أئمة المسلمين في كل دهر وزمان، ولا نرى الخروج على الإمام المسلم، الحاكم بما أنزل الله، ولا السير في الفتنة بين المسلمين، ونسمع ونطيع لمن ولاّه الله أمرنا ولا ننزع يدا من طاعة و أنّ نشر الإسلام فرض منذ بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة مع أولي الأمر من أئمة المسلمين ودعوة الناس باليد أو بالكلمة حسب الحال، والحجّ بعد الفتح، ودفع الزكاة إلى أولي الأمر من أئمة المسلمين، ونتبع السنة والجماعة ونجتنب الفرقة والخلاف بين المسلمين، أهل الجماعة مؤمنون في أحكام الدنيا، ولا يدرى ما هم عند الله، فمن قال: إنه مؤمن حقا فهو مبتدع، ومن قال: هو مؤمن عند الله فهو من الكاذبين، ومن قال: إني مؤمن بالله فهو مصيب، والمرجئة مبتدعة ضلال، والقدرية ضلال، وأنّ الجهمية كفار، وأما الرافضة رفضوا الإسلام، والخوارج مرّاق، ومن زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم كفراً ينقل عن الملّة، ومن شك في كفره ممّن يفهم فهو كافر.
وعلامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر، وعلامة الزنادقة تسميتهم أهل السنة حشوية، يريدون إبطال الآثار وعلامة الجهميّة تسميتهم أهل السنة مشبهة، وعلامة القدريّة تسميتهم أهل السنة مجبرة، وعلامة المرجئة تسميتهم أهل السنة مخالفة ونقصانية، وعلامة الرافضة تسميتهم أهل السنة ناصبة، ولا يلحق أهل السنة إلا اسم واحد ويستحيل أن تجمعهم هذه الأسماء!
وأهل الجماعة برآء من الشرك وأهله. نسأل الله العظيم أن ينفعنا بها وسائر المسلمين وصلى الله على نبيه وصحبه ومن اتبعه إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيراً.